مَن أبى ذلك عليه) .
ومنها ما أخرجه الطبرانيُّ -أيضًا- عن معاذ بن جبلٍ ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «اللهم مَن آمن بي وصدّقني وعلِم أنَّ ما جئتُ به هو الحقُّ قأقلِل مالَه وولدَه، وعجّل قبضَه، اللهم ومن لم يؤمن بي ولم يُصدّقني ويعلم أنَّ ما جئتُ به هو الحقّ من عندك فأكثر مالَه وولدَه، وأطل عمرَه» (١) .
ومنها ما رواه ابنُ ماجه في «سننه» وأحمد في «مسنده» وآخرون بسندٍ حسنٍ من حديث نُقادة الأسدي ﵁ قال: «بعثني رسولُ الله ﷺ إلى رجلٍ يستمنحُه ناقةً فردّه، ثم بعثني إلى رجلٍ آخر، فأرسلَ إليه بناقةٍ فلما أبصرَها رسول الله ﷺ قال: «اللهم بارك فيها وفيمن بعثَها» . قال نقادة: فقلت: يا رسولَ الله! وفيمن جاء بها، قال: «وفيمن جاء بها» . ثم أمر بها فحُلِبَت فدرَّت، فقال رسول الله ﷺ: «اللهم أكثِر مالَ فلانٍ وولدَه -للمانع الأول-، واجعل رِزقَ فلانٍ يومًا بيومٍ -للذي بعثَ الناقةَ-» (٢) .
_________
= وعزاه الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠/٢٨٦) إلى الطبراني وقال: ورجاله ثقات، ونظرت في تخريج العلامة محمود شاكر له في «تهذيب الآثار» (١/٢٨٩ رقم ٤٨٥) فصرح أنه لم يقف عليه عند غير الطبري! وصرح المصنف في «الأجوبة المرضية» (٢/٧٤١) أنه أقوى شواهد حديث عمرو بن غيلان المتقدّم.
(١) أخرجه الطبراني في «الكبير» (٢٠ رقم ١٦٢)، وفي «مسند الشاميين» (٣/٢٥٨)، والبيهقي في «الشعب» (١٤٧٦ أو ١٤٠١-ط. الهندية)، وابن عدي في «الكامل» (٥/١١٨ أو ٥/١٧٦٩)، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١/٢٨٦): «وفيه عمرو بن واقد، وهو متروك» . وقال البيهقي: «تفرد بإسناده هذا عمرو بن واقد» . فإسناده ضعيف جدًا. وذكره الذهبي في «الميزان» (٣/٢٩١) من (منكرات عمرو) هذا.
• فائدة: قال البيهقي في «الشعب» (٤/٩٩-١٠٠-ط. الهندية) على إثره: «وروي مثل هذا عن عمرو بن غيلان الثقفي عن النبي ﷺ، فإن صح شيء من هذه الأحاديث، فإنما هو لزهادته ﷺ في الدنيا، واختياره الآخرة على الأولى، لعلمه بمصائب الدنيا، فلم يرضها لنفسه، ولا لمن يحبه من أمته، أعاذنا الله من فتنة الدنيا، وعذاب الآخرة برحمته» .
(٢) أخرجه أحمد (٥/٧٧)، وابن أبي شيبة (٦٤٠)، والطيالسي (١٢٥١)، والروياني (١٤٦٢)، =
1 / 72