«الفرجة بكائنة الكاملية التي ليس فيها للمعارض حجة»، كما سيأتي ذكره.
• ملازمته للحافظ ابن حجر، واستفادته منه، ومدحه له:
سمع السَّخاوي الكثير من الحديث على شيخه، إمام الأئمة، الشهاب ابن حجر، وأقبل عليه بكلّيته، إقبالًا يزيد على الوصف، حتى حمل عنه علمًا جمًّا، واختصَّ به كثيرًا، بحيث كان من أكثر الآخذين عنه، وأعانه على ذلك قرب منزله منه، وكان لا يفوته مما يقرأ عليه إلا النادر.
وقرأ عليه في المصطلح، وسمع عليه كثيرًا، كـ «الألفية» و«شرحها» مرارًا، و«علوم الحديث» لابن الصلاح إلا اليسير من أوائله، وأكثر تصانيفه في الرجال كـ «التقريب»، وثلاثة أرباع أصله، و«اللسان» بتمامه، و«مشتبه النِّسبة»، و«تخريج الزاهر»، و«تلخيص مسند الفردوس»، و«المقدمة»، و«أماليه الحلبية»، و«الدمشقية»، وغالب «فتح الباري»، و«تخريج المصابيح» (١)، وابن الحاجب الأصل، و«تغليق التعليق»، ومقدمة «الإصابة»، وجملة يطول تعدادها. ولم يفارقه إلى أن مات، وأذن له في الإقراء والإفادة والتصنيف.
كان شيخه شيخ الإسلام ابن حجر يحبُّه، ويُثني عليه، وينوِّه بذكْرِه، ويعترف بعلوِّ فخره، ويرجحه على سائر جماعته المنسوبين إلى الحديث وصناعته. قال السَّخاوي في ترجمة شيخه ابن حجر، المسماة بـ «الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر»، في (الباب السادس: في سياق شيء من بليغ كلامه)، (٢/٧٤٢-٧٤٣):
_________
= وقد رُسمَتْ ديارُها إلا بقايا منها تقع على الجانب الغربي لسوق النحاسين إلى الناحية الشمالية لمدرسة السلطان برقوق. انظر: «تراث القاهرة» (٣٧) .
(١) واسمه: «هداية الرواة» طبع في (٦) مجلدات عن دار ابن القيم ودار ابن عفان، بتحقيق أخينا الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-، وضمنت أحكامه على الأحاديث ضمن موسوعة لي في (أحكام الحافظ ابن حجر على الأحاديث والآثار) مرتبة على المواضيع، يسر الله إتمامها بخير.
1 / 43