فإن لم A تجده كذلك فليكن أمينا فقط يؤدي كتابك إلى من وجهته إليه ويأتي عنه بالجواب ومن أحسست منه من رسلك حريصا على المال في الموضع الذي توجهه إليه فلا تستعمله في رسالتك فما أعطى مالا في مصالحك ولا ترسل من يشرب الخمر فكانت الفرس إذا ورد عليها رسول كلفته أن يشرب الخمر فإن فعل علمت أن أسرار ملكه مفتضحه عندهم وتعرض عليه المال الكثير فإن حرص عليه علمت أن ذلك الملك في أكفهم. وإياك يا إسكندر أن ترسل وزيرك ولا تخرجه عن حضرتك فإن في ذلك فساد مملكتك فجميع صفات رسلك قد ذكرتها ومدارها على الثقة والأمانة فمتى لم يكن كذلك غشك بقبول الرشا والهدايا وخانك فيما قلدته ودخل من النقصان في تدبيرك بمقدار ما أدخل عليك بخيانته.
المقالة السادسة في سياسة قوادك والأساورة من أجناده
صفحہ 22