84

« فكان أول من هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول الله (ص) من المهاجرين من قريش ، من بني مخزوم : أبو سلمة بن عبد الاسد بن هلال بن عبد الله ، هاجر إلى المدينة قبل بيعة أصحاب العقبة بسنة ، وكان قدم على رسول الله (ص) مكة من أرض الحبشة، فلما آذته قريش وبلغه إسلام من أسلم من الانصار ، خرج إلى المدينة مهاجرا .

قال ابن إسحاق : فحدثني أبي إسحاق بن يسار عن سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة ، عن جدته ام سلمة ، زوج النبي (ص) ، قالت :

لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل لي بعيره ، ثم حملني عليه ، وحمل معي ابني سلمة بن أبي سلمة في حجري ، ثم خرج بي يقود بي بعيره ، فلما رأته رجال بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، قاموا إليه فقالوا :

هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتك هذه؟ علام نتركك تسير بها في البلاد؟ قالت : فنزعوا خطام البعير من يده فأخذوني منه ، قالت : وغضب عند ذلك بنو عبد الاسد رهط أبي سلمة ، فقالوا : لا والله ، لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبها. قالت: فتجاذبوا بني سلمة بينهم حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الاسد ، وحبسني بنو المغيرة عندهم ، وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة ، قالت : ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني ، قالت : فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالابطح ، ما أزال أبكي حتى امسي سنة أو قريبا منها ، حتى مر بي رجل من بني عمي ، أحد بني المغيرة ، فرأى ما بي فرحمني ، فقال لبني المغيرة : ألا تخرجون هذه المسكينة ، فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها ، قالت : فقالوا لي : إلحقي

(63)

صفحہ 84