إلزام آخر أجمع على وجوب التوبة وكيف يتوب الإنسان عما لم يفعل والندم حينئذ كالندم على السواد والقصر وتشويه الخلقة إلزام آخر أنكروا فعل السيئات في قوله تعالى ما كنا نعمل من سوء فإذا كانوا صادقين كذب قوله تعالى بلى إلزام آخر شهادة الجوارح على فعل العباد إن كانت صادقة فالمطلوب وإلا فكيف يحتج تعالى بشهادة كاذبة
الفصل الرابع [في إلزامات أخر]
اتفق أهل القبلة على إثبات القضاء والقدر في فعل العبد بمعنى العلم والكتابة له وعلى نفي القدر بمعنى الأمر به أما القدر فيه بمعنى أن الله خلقه فأثبته الجبريون ونفاه العدليون وقد أجمع على أنه تعالى يقضي بالحق ونطق القرآن به وعلى أن الكفر باطل فلو قضاه تناقضا أو كان الباطل حقا وإذا كان الجبري يقول بأن الله لم يقض الكفر بمعنى الأمر به لزم أن لا يقضيه بمعنى خلقه إذ كان خلقه أبلغ في القبح من الأمر به وقد اتفق على نفي رضا الله بالكفر وجاء القرآن به وعلى وجوب الرضا بالقضاء فيجب أن لا يرضى العبد بما لم يرض الله به وأجزل الله ثواب أبي العباس الضبي حيث قال في ذلك شعرا
لعنت لمشبهة والمجبرة
لعاين تترى حدثها مره
فميمنة النار مثوى لها
نعم ولها القلب والميسرة
ولله إخواننا القائلون
مقالة حق بها المغفرة
فهم وحدوه وهم عدلوه
بآيات فطرته النيرة
صفحہ 37