سیرت امام علی

احمد بکری d. 891 AH
82

بكرامة الايمان وبعد ذلك فاني أريد ان ألقى بكم جميعا فيه عشائركم الا وان الله تعالى قد باعد ما بينكم وبينهم واني لأخشى ان يداخلكم الربى على قربائهم وهذا عسكر قد اجتمعا لصاحبك فيه خلق كثير من سائر جميع العربان ثم قال يا جنبل ما وراءك قال جنبل كل خير وسلامة يا أمير المؤمنين لان الملك الهضام قد خرج إلينا بجميع قومه وجميع عسكره وهم مائة الف فارس ما منهم يا سيدي الا كل بطل مداعس غير ما معهم من الصعاليك والعبيد من سائر قبائل العربان فقال أمير المؤمنين يا جنبل لو أنه يكون مع ذلك الكافر جميع أهل الأرض ما كبر علي لقاؤهم ولقد كنت معولا على لقائهم وحدي يا جنبل فكيف أخشاهم اليوم وانا معي هذا الجيش والله المستعان وعليه سبحانه وتعالى الاتكال وهو حسبي ونعم الوكيل ثم إن الامام امر بالرحيل فتواثبت الرجال إليه كالأسود الكاسرة وأحدقوا بالامام من كل جانب ومكان ثم نادى الامام فقال يا ناقد أنت اعرف بالطريق وهي بلادك وأنت اعرف بها من غيرك فسر بالقوم فقال حبا وكرامة يا أمير المؤمنين ثم تقدم ناقد وبقي الامام وجنبل ابن ركيع والرغداء بنت الخطاف وأكابر قومه محدقون به وقد اخر إلى ما وراء القوم وهم سائرون في أثرنا قد بن الملك فما زال ألقم سائرين وحميت الشمس واشتد الحر وناقد في أول القوم والامام رضي الله عنه وجنبل والرغداء من وراء القوم متباعدين عنهم فبينما هم كذلك إذ نظر ناقد فرأى فارسا مبادرا من وراء ربوة كأنه طالب أو مطلوب وهو شاك في سلاحه فنظر الفارس فرأى ناقد وهو أول القوم (قال الراوي) فلما رآه ناقد انقض عليه كأنه الأسد إذ عاين فريسته وترك الناس وقوفا في انظاره فلحق بهم علي فقال علي فقال لهم يا قوم ما الذي أوقفكم عن السير فأخبروه بخبر ناقد فقال الامام ما كان يجب ان يهجم عليه وحده فلا يامن ان تكون طليعة القوم كامنين فيقع فيهم ثم فتقدم إلى القوم وجعل يسير بهم على مهل لابطاء ناقد عنه فما كان الا ساعة من الزمن وإذا بناقد اقبل والفارس معه وهو يقوده أسيرا بعد أن أوثقه كتافا وشده من فوق رأسه بالقيد ولم يزل سائرا به إلى أن وصل إلى الامام فلما نظره الامام رضي الله عنه تبسم وقال زادك الله يا ناقد خير فهل أنت تعرف هذا الفارس قال نعم يا أبا الحسن انه من أكبر قومنا (قال الراوي) فقبل الامام إلى ذلك

صفحہ 82