سیرت امام علی

احمد بکری d. 891 AH
34

فقال سيدي المنتقم لم يترك في الحصن رجل يرجى بل خرج بهم إليك والمنتقم بعد يمثلهم فانظر ماذا ترى وما تأمرني به انا وأصحابي فانا لكلامك سامعون فلما سمع الامام ذلك جازاه خيرا ثم قال له بل الذي امركم به أيسر مما ذكرت وأقرب مما إليه أشرت فقال جنبل ما الذي تأمرني به قال الامام رضي الله عنه يا جنبل خذ أصحابك الذين أسلموا معك وادخلوا الحصن وأغلقوا الأبواب وأوثقوها من داخل ولا تدعوا أحدا يدخل عليكم وأنكروا امركم واتركوني انا وهذا الجيش وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم ينصر الله من يشاء وهو على كل شئ قدير فلما سمع جنبل ذلك من الامام التجم عن الخطاب فقال يا سيدي نخاف ان يسمع بذلك الملك الهضام فيأتينا بجيوشه فقال له الامام يا جنبل ان لك نفسا وأجلا مقسوما فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون (قال الراوي) فلما سمع جنبل من قول الإمام رضي الله تعالى عنه قال إن كان الامر كما ذكر فوالله لأمتثلن لما امرتني به ثم قال جنبل لاتباعه ان كنتم آمنتم بالله ورسوله واتبعتم وليه فأطيعوه واسمعوا قول الإمام من الخلود في جنات النعيم وهانت عليهم أرواحهم في مرضات ربهم وقالوا يا جنبل ما الذي تريد ان تصنع فقال جنبل ادخلوا الحصن على بركة الله ورسوله واغلقوا بابه وأوثقوه وتحصنوا فيه ولو دهمكم الملك الهضام بجيوشه وعساكره ما وصل إليكم لأنه حصن منيع الطعام والماء فان طال بكم الحصار تنالوا منه وان حدث في هذا الغلام حادث فان ابن عمه محمد صلى الله عليه وسلم (قال الراوي) فلما سمعوا مقالة جنبل وثبوا إليه وقالوا له أنت علينا مشير فسر بنا على ما تحب وتختار ثم إن جنبلا اخذهم وتقدم بهم إلى الحصن فلما وصلوا إلى باب الحصن وجدوا عليه جمعا كثيرا من النساء ينظرون أزواجهن وأولادهن وملكهم المنتقم فلما وصل جنبل وصحابه إليهن جعلوا يفسحوهن على الباب لداخل الحصن فاستحيت النساء من ذلك وقالت يا ويلكم من عبيد ما أقل أدبكم وما الذي نزل بكم حتى تفعلوا ذلك فقالوا يا ويلكن ألم تعلمن ان هذا الغلام

صفحہ 34