152

لكن ما إن علم السلطان حسن بمدى ظلمها والخطر المحيط بها، حتى بادر من فوره إلى جمع خمسة آلاف فارس، وشدوا الرحال إلى الأندلس للاجتماع بأبي زيد الهلالي، وبلاغه بمعاناة سعدى وتسلط دياب.

وما إن أبلغ السلطان أبو زيد بما حل بسعدى، وهي خطيبة ابنه مرعي، الذي أصبح كالمجنون لا يعرف كيف يتصرف بإزاء جشع دياب وتسلطه، على الأميرة التي أبلت الكثير في مساعدة الهلالية، وترجيح كفة انتصاراتهم في مواجهة قومها وقبيلتها، وما تعرضت له من الامتهان.

بل هي ذاتها سعدى التي خاطرت مخترقة حصار أعداء بلادها، مشيرة عليهم بأهمية عودة دياب بن غانم، فهو وحده المقدر له قتل أبيها الزناتي وفتح تونس.

وهكذا تأهب السلطان حسن وأبو زيد للرحيل «وسارا حتى دخلا إلى تونس المغرب، فلما نظرهما دياب، لاقاهما بالترحيب والإكرام، وأدخلهما القصر، وذبح الذبائح وأقام بضيافتهما ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع قال لهم دياب: لقد شرفتونا بمنازلكم، وكان الواجب أرحل أنا لأول إليكم، وأقدم الواجب علي. فقال حسن: نحن ما أتينا إلا لأمر مهم. ثم أشار يقول:

يقول حسن الهلالي أبو علي

ولي قلب من جود الزمان كواه

ولي عين طول الليل لا تألف الكرا

ودمعي فوق خدي سجاه

يا دياب الخيل اسمع مقالتي

واصغي لقولي وافهم معناه

نامعلوم صفحہ