ليعرف كسرى مقدار شجاعتي ويؤكد أن العرب علة البسالة والإقدام وأن فرسانهم مقدمة على غيرها وليعرف أيضا أنه يصاهر بطلا لا يعجز عن أمر من هذه الدنيا ولا يثبت لديه فارس وأني أكرر قسمي الآن أني لا بد من أن أجيء بمعقل حيا معترفا بفضلي وشجاعتي فقال أصفران الدربندي إن كان ولا بد لك من ذلك فاني أسير في ركابك وأقاتل بين يديك حيث لا أطيق فراقك ولا أصبر عنه قال هذا لا يمكن قط لأني أقسمت أن أسير وحدي فإذا سار معي أحد يقول بأني رافقت مساعدا فساعدني فلا يطمع أحد بمرافقتي غير أخي عمر .
فسكت الجميع عن الجواب وبعد أن انصرفوا دعا أخخاه عمرا وقال له إني أريد أن أسير في الصباح فكن على حذر وهبىء نفسك للسفر وسيس الجحواد وأكثر له من العلف وأصحب معك كل ما نحتاجه من زاد وطعام واسأل لنا عن الطريق المؤدية إلى تيزان قال إن كل شيء قد حضر وما جئت الآن إلا بعد أن عرفت الطزيق ورسمتها وني أي جهة قلعة تيزان فا أنا ممن يتهامل بأمر وإذا شئت فأذن لي أن أسير وحدي إلى معقل هذا الذي تطلب المسير إليه فأجيئك به مقيدا لتسلمه إلى كسرى . قال لا يمكن ذلك ولا أريد أن أحك جسمي إلا بظفري . ثم إن الأمير نام تلك الليلة ينتظر الصباح .
فهذا ما كان من الأمير حمزة وأما ما كان من مهردكار فانها انتظرت إلى أن عاد اليها رسولها وأخبرها بما سمعه من الأمير وأنه سيسافر إلى حصن الأمير معقل ليأتي به ذليلا إلى بين يدي أبيها فأدركت سر المسألة وعرفت أن أباها قد اتفق مع بختك على هلاكه وقد رجع عن عزمه وترك الوفاء وخان الوعد الذي وعد به فتكدرت مزيد الكدر ولولا شروط التربية لكرهت أباها وتمنت موته على نخيانته هذه حيث كانت لا تحب الخائنين وتفضل أصحاب الأطوار الثابتة الكاملة وتمدح العبد وإذا كان أمينا وتفضله على السيد إن كان غاشا وخافت كل الخوف من ان الأمير معقل هذا الذي كانت تسمع عنه أنه نادر المثال بين الأبطال يبطكش بمحبويها أو يوصل اليه أذى وما كان يزيدها خوفا وكدرا واضطرابا لقول الرسول أنه سيسير إلى قلعة تيزان وحده لا يصحب غير الأمير عمر العيار فقط ولا يرضى بمساعدة أحد على هذا الأمر . وصرفت تلك الليلة بطوها مشغلة البال مقلقة الأفكار خائفة من غوائل الأيام والليالي بعد أن كانت قد أوصلت اللقمة إلى فمها عادت إلى محاولة اختطافها منها وشتتت محبويها إلى الأماكن البعيدة ول تر لانحباس همها وحزنها فرجا إلا بالشكوى ومناشدة الاشعار ولذلك قالت : ما كان أغناك ياعيني عن النظر6 فمصرعي كان بين السحر والحور أجلت لحظي في نحديه فاشتعلت غلالة الوجنة الحمراء من نظري فلو تأملتها أخحرى لأحرقنى شعاعها واختفت عنيى من الخفر
٠6١ |
نامعلوم صفحہ