تلك الحالة لم يقدر أن يتمالك نفسه عن أن يقبلها قبلة اللقاء وحياها تحيات العاشق المشتاق فأجابته على تحياته بالمثل وأخحذته من إبطه ودخلت به إلى الغرفة السابقة الذكر وإذا به يراها فائحة بروائح الند والعنبر والبخور والزهور تبعث أيضا بزكاء روائحها العطرية فانشرح صدره هذه الحالة ولم يكن قد مر عليه تنعم مثل هذا النعيم أو جلس مثل هذا المجلس البهيج الأنيق ومن ثم أجلسته على كرسي من العاج عليها شبكة من اللؤلؤ والمرجان وهي من المخمل الأحمر الحريري المزركش بالزراكش الفضية والذهبية وبعد أن استقر بها الجلوس أمرت قهرمانتها بالخروج فخرجت ونخلا لما الجو وأخخذ كل واحد من يطارج الآخر غرامه ويشكو له ما يلاقي من الوجد واطيام وقد قالت مهرد كار إني كنت لا أظن الزمان يسمع لي أن أراك إلى جانبي وفي القرب مني كل أسباب الحظ ومعداته وكفاني الآن عيشة في هذه الدنيا فقد وصلت إلى أعظم السعادات وأفضل الراحات وألذ العيشات كيف لا وأن محبوبي أمامي وعليه المعول ومنه أرجو دوام هذه الحالة إن أراد الله أن يحسن إلي ' ببقائي بعد فقال لما قسم الله الحظ بيننا فإنني مثلك أشعر بهناء وراحة عجيبين لم أكن أظن ألاقى مثلههما في حياتي بطوا وعليه فإني سأحافظ على مثل هذه ال حالة وأسعى في كل ما فيه راحتك وهناك وأطلبك لنفسى زوجة من أبيك فإذا أجاب كان خيرا وإلا أخذتك بقوة السيف والسنان وفتكت بأبيك ولا أدعك تكوني لغيري مطلقا ما زلت في قيد الحياة قالت إني أفضل أن يبقى الحب على حاله بينك وبين أبي وأن لا يتكدر أحد من الآخر حيث إن أحب أي جدا وأفضل أن أبقى على الدوام تحت طاعته ونظره قال وإني مثلك أريد ذلك إلا أن قلبي يخبرني الحرب ستنتشب بيننا والتزم إلى عناده وتقع بيننا الأهوال ولا بد أن القلب دليل الإنسان فأرادت أن تمانع ذلك إلا أها حافت من تصديع خاطره وغيظه وتركت الأمور لتدبير العناية وقالت له ليس الآن وقت كلام فقبل كل شيء أريد أن أصرف وقتا على الحظ وشرب العقار فاغتنام مثل هذه الفرصة أوفق من تضييعها ثم تناولت قدحا من الشراب وناولته إياه بعد أن شربت منه قليلا فأخذه من يدها وهو يتأمل في محاسنها ويحدق بجماها ويما أعطاها اله من الحسن الفائق والجمال الرائق وأن كل ما.رآه فهو حسن فإذا نظرت كانت تنظر بأعين الغزال وإذا نطقت كانت تنطق بلفظ أشهى من السحر الخلال كيف لا وهي شمس الدنيا وبالحقيقة أمبى من الشمس والقمر فكم من أقمار تضيء في أفق جبينها اللامع وكم من شمس تختفي تحت ثنايا محياها الساطع بأنف أقنى ونحد أبيض مورد أصيل مدور وفم قبل في الأمثال كأنه خاتم سليمان فإذا أغلقته لا يمكن أن يعرف الناظر أين مكانه ولا بد أن تأت بوصف جماها بتمامه وإذا لم يكن كله فبعضه في غير هذا المكان ما يأتي . وبعد أن أحدق بجماها متاملا كثيرا أنشد : |
زرت أزرتها على الأقمار أو ما رأيت مطالعم الأنوار
0-7
نامعلوم صفحہ