مسيره إلى أن وصل إلى المدائن مقر الملك كسرى أنوشروان وكرسي حكمه . وكان كا تقدم لا يقدر أحد أن يدخل على.الملك كسرى إلا بالإذن وبعد مقاساة أهوال وعذاب وصعوبات لكثرة الحجاب والأعوان وطوائف الخدمة مقيمين في إيوانه فلما وصل المدائن كان عند الغروب فذهب إلى القصر المعد لنزول الضيوف من العمال والأمراء والملوك إلى الملك النعمان فقال له دعه يدخل فيا جاءنا هذه الأيام إلا لحاجة وغاية مهمة . فللا وصل الإذن إلى النعمان دخل وصعد الإيوان وجاء الديوان ووقف بين يدي كسرى وأظهر خضوعه وطاعته فأذن له بالجلوس فجلس ثم قال له اعرض حاجتك يا نعمان فا تريد وما السيب الذي دعاك إلى الممجيء. إل دون أن استدعيك أو أبعث إليك برسول وقد تركت ملكك وبلادك . قال اعلم أيها الملك الأعظم والأسلم الغعشمشم أن فارسا من مكة بكتاب عن ذلك ولم أعلم ماذا حصل من عظمتك فاضطرب الملك كسرى من هذا الخبر وتكدر مزيد الكدر وقال ما اسم هذا الفارس ؟ قال الأمير حمزة بن الأمير إبراهيم . فقال لابد لي من خراب مكة وقتل هذا الأمير وهدم كل معابد العرب لأنهم بعملهم هذا قد اخترقوا حرمتي ولم يراعوا عاملي عليهم وكان كسرى قد غاب عن ذهنه ما كان من نحو عشرين سنة تقريبا من أمر الحلم ول يعد يعي اليه قط والمكتوب الذي بعثه النعمان أخذه الوزير بزرجمهر ولم يعرضه على كسرى. ولما رأى بزرجمهر حالة الملك وأنه يرغب في مساعدة النعمان بذلك وأن يرسل إلى مكة العساكر والأجناد قال له اعلم يا سيدي إن الملك النعمان قد بعث إليك بكتاب يخبرك بغمل هذا الأمير وفعله وقد جاءت أيضا رجالك الذين كانوا مع رجال النعمان واخبروا أن الأمير حمزة هذا قتل منهم جانبا وسلبهم الأموال واعادهم خاسرين فكتمت عنك هذا الخبر . قال وكيف م تطلعني عليه بوقته لأبعث من يأتيئي مهدا الكلب العربي الذي أشرت إليه بأنه يدعى الأمير حمزة لاقتله عل باب المدائن اعتبارا لغيره قال إنيأخفيت ذلك لا ثبت عندي أن هذا الأمير هو من رجال الملك كسرى ومن أقرب الناس إليه وأحبهم عنده . :
فزاد عجب كسرى بذلك وقال ما معنى هذا الكلام وأي علاقة بي وبين أجلاف العرب ومن هو الذي تزعمه أنه أعز الناس عندي . قال هذايا سيدي الأسيد الذي رأيته في حلمك منذ زمان طويل وبعثتني لأجله إلى مكة لأكتبه من قومك وهو تربى على مالك الخاص وعاش تحت الأسم الذي دعوته إياه وقد بلغ أيضا أنه فعل جميلا مع جماعة من تجار الأعجام كان سلبهم اصفران الدربندي صاحب الحصن ونزع منهم كل مالهم حتى
٠ 4
نامعلوم صفحہ