ينتظر وصولهم إلى أن رآهم وقد ضربوا خيامهم نحو المدينة وسرحوا بأغنامهم في تلك الضواحي وهي بعدد رمل البحار فأمر رجاله وعساكره أن تخرج أيضا إلى الخارج وسار هو في الأول وضرب خحيامه تجاه العرب على أمل أن في الصباح يباكرهم بالحرب والقتال وكان عدد عساكره يبلغ الخمسين ألف فارس : وما رأى الأمير حمزة خروج الملك كسروان سر سرورا عظيا وقال ان القتال في مثل هذا المكان شير من حصار المدينة والتطويل في ذلك ولم يخطر لي قط أن كسروان يقاتلنا وجها لوجه ثم أنه أخذ طرسا وكتب كتابا قال له فيه . (١ من الأمير حمزة فارس برية الحجاز وببلوان تخت فارس ومبيد الأبطال في ساحة المجال إلى الملك كسروان حاكم مدينة بيروت ) .
لا حفاك أيها الملك أني حرجت من بلاد كسرى لأجل جمع الأخرجة والمسير من سائر البلدان لأدفعها إلى الملك الأكبر كسرى أنو شروان وأتزوج ببنئه مهرد كار وقد أتيت البلذان العظيمة والعواصم الكبيرة كالقسطنطينية وبلاد اليونان وقيصرية وجبيت منها الأموال ولاقيت من ملوكها الإكرام والتبجيل وكان بعهدي أن تكون أنت حكيا فتسلك مسلك غيرك من الملوك الذين عرفوا باطن كسرى وقصده من جباية الأموال واشتروا دفع الشر بدفع الأموال واكتسبوا صداقتي ودخحلوا في طاعتي وتحت حوزت إلى أن رأيت منك أنك تقصد القتال والنزاع وتطلب الشر والعناد وقد بعثت بولديك ليغدروا بنا وجرى منهما ما جرى الآن أنذكر أن كيدك سيقطع في نحرك وستلاقي من العرب رجالا بواسل تخدمهم السعادة ويعطيهم النصر ويذل لديهم كل جبار عنيد وفارس شديد فإذا بقيت مصرا على العناد قدت بلادك إلى امراب وأوقعت برجالك في حفرة الدمار فأنصح لك أن تدفع الأخحرجة المضروبة عليك عن سبع سنوات سافا ولا تعد فيه| بعد تدفع له مطلقا وأخلع عنك طاعة كسرى وكن منذ الآن حرا وإياك من المخالفة وإني أسامحك على ما وقع ومن ولديك والشلام . ٠ ثم سلم الكتاب إلى عمر العيار وأوصاه أن يأتيه بالجواب حالا فأخذه إلى الملك كسروان فدفعه اليه ففضه وقرأه وكان شديد المكابرة 'يفتخر بنفسه كثيرا ويظن أنه يقهر عشرين بطل كالأمير حمزة ولذلك لعب به الغضب جدأ وتكدر الكدر الزائد ولعن العرب وأراءهم وقال أكان من قدر بدوي لا قدر له ولا مقام أن يتطاول على ملوك الزمان ويتهددها ويتوعدها وقد ظن أني كخيري من الذين رآهم ومر عليهم ألا يعلم أني لو حملت على جيوشه لطحنتهم وتركتهم أدق من الدقيق . قال لعمر قل لحمزة أن لا جواب عندي سوى المباكرة إلى ساحة النزال ليعرف الشجاع من الحبان فعاد الأمير إلى أخيه وأخبره بما كان من الملك كسروان ومكابرته فاغتاظ منه وحقد عليه وعزم أن يقتله إذا التقى به وقت القتال أو بارزه في الميدان وصبرت العرب إلى أن كان صباح اليوم التالي فخرجت من مراقدها إلى: خيوها فاعتلتها وانتظرت أمره وإذا به قد خرج راكبا فوق جواده الأصفران مدجج بالسلاح إلى 104
نامعلوم صفحہ