المقام قال بختك لكسرئ ها نذا يا سيدي قد حضر عدوك صاحب سنديب الذي طلا تمنيت وقوعه في يدك ومن الواجب أن تنتقم منه غير أن أرى من الصواب أن تشمله بعفوك إكراما لخاطره وخاطر الأمير حمزة فقال كسرى ليس هو بعدونا غير أن بعض المفسدين أخبرنا أن عينه طمحت إلى التعدي على ملكنا وما ذلك إلا من قبيل الكذب والافساد والآن امره يعود إلى خاطر الأمير فماذا يريد أن. يفعل به فليفعل لأنه أسيره . ثم إن الملك سأل حمزة عن أندهوق وقال له ماذا ترغب أن يكون أمره . قال إنه أصبح من رجالنا وأبطالنا خدمة الدولة الكسروية وصار من اللازم مراعاته والاهتمام بأمره والاعتناء به وأريد منك أن تأمر باطلاقه وتنعم عليه بخلعة سنية فاخرة تليق بشأنه لكونه من الملوك العظام والفرسان الكرام أصحاب البطش والاقدام الذين يندر وجودهم في مثل هذه الأيام وبعد ذلك ههض الأمير حمزة إلى اندهوق فحل وثاقه وقبله . بين عينيه وفي عارضه وقال له لا كان يوما أراك فيه مهانا فقد انقضى الأمر وتم الوفاء فقبله أندهوق وقال له اني أرى الذل عزا إذا كان منك وبأمرك وما الموت إلا سعادة كبرى إذا كنت أنت مصدره .
ولا أطلق أندهوق تقدم من كسرى وقبل يديه وقدم له طاعته وشكره وأمر أن تخلع عليه خلعة كسروية من الديباج والاطلس مرصعة باللؤلؤ تلبسها الملوك في وقت أعيادها وعين له كرسي في ديوانه بجانب الأمير حمزة ومن ثم أمر أن يقدم لهم الشراب حسب العادة وأن تدار عليهم فناجين القهوة وبعد أن انتهوا طلب كسرى من الأمير أن يشرح.له ما لاقى في سفرته إلى حين عودته فحكى له كل ما وقع له من النجاح والتوفيق وكيف حارب اندهوق ونال الفوز في الميدان وكيف تصاحبا وتعاهدا على المودة طول العمر فعلم كسرى أن حمزة رجل مسعود وشأنه سيتعالى يوما بعد يوم ولذلك قال له إني أرى الأيام 'مقبلة لدحوك والسعادة توافيك شيئا فشيا . كنت في الأصل وحيدا والآن أصبحت كالملك العظيم ولديك من الفرسان والأبطال والجيوش ما لا يوجد إلا عند الملوك الكبار فقال بختك إن سبب فوز الأمير حمزة نحن ومن الواجب عليه أن يعرف ويعترف أننا مخلصون له الوفاء في صالحه أرسلناه إلى قلعة تيزان فتوافق معقل البهلوان واتخذه له ساعدا وصار من رجاله وانضم إلى العربب مع قومه فكان ذلك من الخير له ولنا حيث قد صار من أهل ديواننا بعد أن كان عاص علينا ومثل ذلك وقع له في سرنديب مع أندهوق بن سعدون ولا ريب أنه بواسطتنا واهتمامنا سيجتمع بكثير من الناس فيكون له بينهم شأن عظيم وإني أطلب من النار أن تساعده ليصير أحب ما نشتهي ونريد .
قال وبعد أن صرف الأمير وجماعته باقي النبار في خدمة الملك الكسرى وفي ضيافته ودعه وخرج بجماعته من الديوان وركب اندهوق على فيله والناس تتفرج عليه ويتعجبون من شجاعة الأمير حمزة كيف قدر أن يذل مثل هذا البطل العظيم وأما الأمير فإنه نظر إلى
فين
نامعلوم صفحہ