وخاطره عليه من كلام بختك . | وبقي الآمير حمزة نائيا إلى الصباح فخرج حسب عادته واجتمع بقومه في صيوان الملك النعمان وسار الجميع من هناك يقصدون الايوان وفي فكر الأمير حمزة أن يجيب طلبه في ذاك العبار أو يحاول إلى غير ذلك ولا صار عند باب الايوان نظر إلى فوق فرأى مهرد كار جالسة في الشباك كأءها ملاك من النور البهي البهيج فحياها وحيته وقد ابتسمت عن ثغر نقي من الممس وقلبها بملوء بالفرح والبشر لما سمعته من أبيها في اليوم الماضي ولم يكن عندها علم بخبر بختك وهي تسأل الله أن لا يقف مانع في سبيل نيل المراد . ولما دخل الأمير بجماعته ترحب به الملك وأجلسه إلى جانبه بعد أن قبله مرارا وأمر أن تقدم له الأشربة والأطعمة .| حسب العادة ودار فيما بينهم الحديث وإذا بالملك قال لبزرجمهر أن يبلغ حمزة ما يقوله فأجابه فقال الملك إني لعظم فرحي لم أنم في الليلة الماضية بل. صرفت ليل أفكر بإقدام صهري وبسالته وبطشه وقلت أن النار أوصلته إلي من رضاها علي وسعادتي لكي يذل لي أخصام دولتي ويعزز ملكي فقد أذل كل خصم وجعل من كان يعصاني يجلس في ديواني بين رجالي كأصفران الدربندي ومعقل البهلوان ولم يبق من يشغل لي فكري إلا فارس واحد في العالم ولا بد بعد زواج صهري حمزة ابنتي مهرد كار أن أرسله اليه ليذله أو يقتله فاجاب حمزة إن أريد منك أن تخبرني من يكون هذا الفارس وفي أي البلاد لأقلع لك آثاره وأخرب دياره وأجىء به ذليلا حقيرا . قال إني لا أريد أن أخبر باسمه وإذا أخبرتك أخاف من أن تحدتنك نفسك بالمسير اليه قبل الزفاف فقال بختك أن مسيره إليه قبل الزواج واجب جدا لأسباب ولا أظن أن نخوته ومروءته تطيعانه على الصبر إلى الزفاف ولا سيا إذا علم أن عمه متكدر لا يطيب عيشه ومن المعلوم أن الأفراح لا تطيب إلا بعد إزالة المكدرات وحمو الأتراح وأي شيء أحب على قلبه من أن يكون أخذ مهرد كار باستحقاق أي أنه منع كل تعد عن بلاد أبيها وأصلح شؤ ون الرعايا وأذل كل رجل يطمع بالبلاد ويبذا العمل يقال إن الملك كسرى قد زوج ابنته بفارس ما هو كذا وكذا فقتل فلانا وأهلك فلانا وفتح الحصون والقلاع فحق له أن يكون بعلا لفتاة ضربت بها الأمثال في سائر المحال وحازت من العقل والآداب ما لا يوجد بأعظم الرجال فضلا عن حسنا الباهر وجمالها الذي ندرت به والحق يقال إنها ما خلقت إلا له وما خلق إلا لها : فقال الملك إني أرغب زواج ابنتي قبل مسيره إلى سرنديب لأني أحب صهري وأحب أن يكون مسرورا نعم إني أكون مضطرب الأفكار خائفا على بلادي فلا يطيب عيشي ولا يروق بالي إلا بموت عدوي لكني أحب أن يرتاح ضمير صهري فيعلم خلوصي له . فلما سمع الأمير حمزة كلام عمه وبختك لعبت برأسه النخوة العربية وحركه داعي البسالة والإقدام إلى الفوز وإشهار اسمه ليكون قد تزوج بمهردكار عن استحقاق واكتسب مدح الناس وخافه البعيد والقريب ولذلك نمض في الديوان وقال : أنتم م1١
نامعلوم صفحہ