[قصة وقعة الحصبات واستشهاد حميد المحلي]
قصة وقعة الحصبات واستشهاد الفقيه الإمام شيخ الزيدية حسام الدين أبي عبدالله حميد بن أحمد المحلي ثم الصنعاني رضوان الله عليه وأصحابه الأطهار، وماكان بعد ذلك من الحوادث والبلوى والامتحانات.
قال الراوي: فلما كان صبيحة يوم الجمعة ثاني شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وستمائة أجمع أراي القوم على النهوض آخر الليل فنهضوا بأجمعهم وزملهم فلم يطلع الفجر إلا والقوم تحت ذلك الهضب الذي هو مركز للمسلمين وصرخ الصارخ، وأغار الناس من كل جهة واجتمع من المجاهدين عسكر عظيم من الرجل، وقام الأمير ومن معه من الخيل فوق الهضب والرجالة يقاتلون فردوا القوم مرارا ثم إن الأمير أسد الدين ومن معه مالوا إلى ميسرة صفهم لما رأوا من يقاتلهم من المجاهدين قليلا فحملوا بأجمعهم فانهزم الذين في وجوههم لكونهم قليلا ثم إن الباقين لما رأو أسد الدين ومن معه قد استقبلوا معهم أقبلوا نحوهم فطلع الأمراء الحمزيون ومن معهم في خلال ذلك وكان مركز أمير المؤمنين في هضب بعيد يسمى جعدر فلما استقل القوم بأجمعهم انهزم الناس يميينا وشمالا، وكان الفقيه الإمام شيخ الإسلام حسام الدين حميد بن أحمد المحلي رحمه الله تعالى والفقيهان المجاهدان أحمد بن موسى الصعدي[109ب -أ]، والفقيه عيسى بن جابر الصعدي في ذلك العسكر، فلما رأى القوم الهزيمة في الناس حملوا بأجمعهم فيهم فأسر الأمير الكبير شمس الدين أحمد بن يحيى بن حمزة بن سليمان بعد أن أبلى في ذلك، وأسر الشريف السيد العالم سليمان بن هيجان الحمزي، واستشهد الفقيه حسام الدين حميد بن أحمد قريبا من قرية الهجر بعد أن كان قد حضره الأمير علي بن عبدالله بن الحسن بن حمزة وأردفه معه على حصانه قتله مملوك تركي للأمير أسد الدين، وقتل الفقيه عيسى بن جابر، وقتل الفقيه أحمد بن موسى واحتزت رؤوسهم ومثل بهم وغيرهم.
صفحہ 337