(منهج المؤلف)
قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: أستخير الله وأستهديه وأسترشده، وأتوكل عليه، وهو حسبي ونعم الوكيل، وأسأله تعالى أن يعصمني من الخطل والزلل، وأن يصرفني عما لا يرضيه من القول والعمل، فقلما سلم من سلك في هذه المسالك من طاعن يتبع العثرات، ويحصي الفلتات في اختلاف الروايات والأقاويل الشاذات، والتاريخات المتباينات، على أني لا أروي إلاما شاهدتة أو سمعته أو نقله إلي الثقات، أو نقلته من كتب أمير المؤمنين المهدي لدين الله المسطورات في الرسالات والبلاغات، فإن أشكل علي لفظ معنى أو شذ عن خاطري شيء كنت سمعته وأنسيته فأضطر إلى وضعه، فإني أقول فيه أوكما كان أو كما روي، كل ذلك خوفا لله وفرارا من الكذب الذي يشين المنطق ويغضب الرب: {وما أبري نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي} وهكذا تعليق سيرة المتقدمين ، ولاطريق نعرفه إلا كذلك، مع أني قد أذنت لكل ثقة من أهل الدراية والتحقيق، فالثقة والديانة والأمانة ممن لم يتبع الهوى ولاينظر إلى لعاعة الدنيا أن يصلح ما عثر عليه من خلل أوفساد في لفظ أو معنى أو تحقيق رواية سمعها وسطرت خلاف ما رآها، فما لا يحتمل فائدة ولا يجوز فيه التكرار، فقلما سلم كلام البشر من الخطأ والزلل إلا كلام من عصمه الله من خلقه وبالله التوفيق.
قال السيد شرف الدين رضي الله عنه وأرضاه بعد هذه الترجمة: الحمد لله الذي نور قلوبنا بأنوار الهداية، وأسبل علينا شآبيب التوفيق في البداية والنهاية، واستنقذنا بكرمه وفضله من السلوك في مدارج الضلالة والغواية، بما منحنا من التمكين والتبيين ونصب لنا من الأدلة والبراهين، وأوضح لنا من الحجة وخلق فينا من القدرة، وأزاح عنا كل علة، وأرسل إلينا الرسل المؤيدين بالمعجزات الباهرات، الصادعين بالحجج البينات إتماما منه تعالى للنعمة، وقطعا للمعذرة : {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}.
صفحہ 3