وسلام الإله في كل حين وأقام أمير المؤمنين في تلك المحطة وأقبلت اليه القبائل من المشرق وتلك النواحي وأقبل إليه أهل صميم ومن ينضاف اليهم من مشارق بلادهم يقدمهم الفقيه الطاهر محيي الدين داعي أمير المؤمنين المعلا بن عبد الله وقد كان أذن له أمير المؤمنين في التقدم إلى قومه والتفقد لأمورهم فلما وصل اليهم استروا بوصوله وأصلح شأنهم وتقدم فيهم إلى أمير المؤمنين فسلموا عليه وأعطوه شيئا من البر والنذور وفي خلال ذلك توسط المتوسطون فيما بين الإمام وبين سنحان .
(قصة صلح سنحان وتوسط المتوسطون بين الإمام وبين سنحان في أن يصفح عنهم ويعفو عن مسيئهم)
إلا من قتل الفقيه بيده فإنهم يبرؤون منه وويجعلونه لهم عدوا ويرمونه عن قوس واحدة فتباعد الإمام عن ذلك فلم يزل به كبار العرب والشرف يلوذون به ويلحون، فساعدهم على شروط:
منها: تسليم ثمانين ألف درهم، وفي بعض النسخ ألف دينار وهو الصحيح ونيفا على ذلك ومحاربة جعدان بن وهب وأسعد بن سعيد ونفيهم من البلاد وكذلك جميع القتالة.
ومنها: تسليم رهائن معينة منها ولد نشير بن صبرة وهو من كبار سنحان وولده وهذا أخ لعلي بن راشد بن الهرش، وضمن للإمام بذلك وتولى قبض المال المعين من قومه، وأقام أمير المؤمنين هنالك وجهز الأمير المقدم أسد الدين محمد بن سليمان بن موسى إلى الجهات الذمارية في خيل وافرة قريبا من ثمانين فارسا، وكان أخوه الأمير المعظم فخر الدين عبد الله بن سليمان في تلك الحهات الذمارية، فلما وصل اليه أخوه الأمير المعظم فخر الدين عبد الله بن سليمان تقدم إلى أمير المؤمنين بنفسه للسلام عليه ولاسترسامه في البلاد، فلما وصل لقيه أمير المؤمنين وأنصفه وأحسن اليه وأمره بالعود إلى مثاغرة القوم.
صفحہ 237