(قصة مكر سنحان وغدرهم وقتل الفقيه حسام الدين أحمد بن يحيى رحمة الله عليه) قال الراوي: قد ذكرنا محطة الفقيه في سيان في عسكر عظيم وما كان من مشاورتهم لأسد الدين ثم أن شيوخ سنحان سألوا الفقيه أن يبرز لهم المشورة بزعمهم فخرج إلى سفح الجبل شامي قرية سيان قبره معروف هنالك غير بعيد من القوم فلما برزوا للمشورة برز عدو الله جعدان بن وهب وولدا أسعد بن سعيد وغيرهما من سنحان، فقتلوا الفقيه غدرا، ومكرا وظلما، وعدوانا، والفقيه في خلال ذلك يكبر ويذكر الله سبحانه، لما قتلوه قبضوا غلاما كان معه وكان ذلك بكرة يوم الخميس لست ليال خلون من شهر جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وستمائة سنة وانتهبوا أصحابه وقبضوا على يعقوب بن سنقر والي الكميم واجتمعت سنحان ونهضوا من حينهم قاصدين الكميم فلما وصلوا إلى تحت الحصن وعلم أهل الحصن بالقصة جمعهم رجل استخلفه الوالي فاستحلفهم للإمام وشددهم وثبت أمورهم وأجمعوا أنهم لا يسلمون الحصن لأحد إلا بأمر الإمام عليه السلام ولو قتل الوالي أو فعل ما فعل، فلما رأت سنحان أنه لا طاقة لهم بأخذ الحصن ولو قتل الوالي عمدوا إلى رجل من أهل الكميم يقال له: أسعد بن قطران النقيب من زبيد فأبرزوه في حلقتهم ورجموه بالأحجار حتى قتلوه وكان لهم رهائن عدة في الكميم فجرى الخطاب على إخراج الرهائن واستخراج الوالي يعقوب بن سنقر منهم فكان الأمر كذلك ولم يلبث الأمير المقدم المقدام زعيم الجيوش المهدية أبو عبد الله محمد بن سليمان بن موسى أن غار من جهة بلاد عنس وقد كان تقدم إليها في سرية من أهل البأس والشدة منهم الأمير المجاهد حمزة بن علي بن حمزة من آل يحيى بن حمزة فلما وصل إلى غربي الحصن انهزم سنحان من محطتهم ووقع القتال فقتل من سنحان رجلان وعادوا خائبين والحمد لله رب العالمين، فلما طلع الأمير محمد بن سليمان تقررت [72أ-أ] قلوب أهل الحصن وثبتت أمورهم.
صفحہ 231