وعند ذلك أظهر ما أبطن وبان للحاضر من غدره، وصار سبه للحاضر والباد، ثم أعطاه المظفر شيئا من المال وزاده عسكرا مع عسكره ولم يلبث أن نهض قافلا إلى صنعاء لحرب أمير المؤمنين وخالف معه جميع الغز الذين كانوا جندا للإمام وأعطوه مواثيقهم وتركوا أولادهم وحريمهم بصنعاء ينفق عليهم أمير المؤمنين وجعل عذره في الغدر أن أمير المؤمنين عقد له بأمور لم يفي له بها وأمر بطلب المحاكمة فإن حاكمه الإمام عليه السلام ولا يحاكمه بالسيف وقد كان الناس تفرقوا عن الإمام من صنعاء أما الأمير شمس الدين أحمد بن الإمام المنصور بالله عليه السلام فنهض إلى ظفار مظهرا أنه يريد تهامة ومن يقول بقوله وفي الباطن ينتظرون ما يأتي به أسد الدين من اليمن فتجمع أمرهم، فلما علم أمير المؤمنين بما كان من الأسد من الدعمة الشنيعة فرق الكتب إلى المقدمين في جهاته فتأملو عليه فلما علم [64أ-أ] المفسدون من سنحان بقفول أسد الدين وصلوا إليه واستنهضوه لقصد صنعاء وأعلموه بتفرق العسكر عن الإمام عليه السلام فأعد في السير فأمر الإمام عليه السلام السيد الطاهر العالم الزاهد شرف الدين الحسن بن وهاس بن أبي هاشم بن محمد بن الحسين بن حمزة بن أبي هاشم الحمزي وصنوه الأمير فخر الدين إبراهيم بن يحيى بن علي بن يحيى، والأميرين الطاهرين السيدين محمد بن وهاس بن أبي هاشم، وعلي بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسين بن حمزة في خيل ورجل وأمرهم أن يلزموا موضعا يسمى الغامرة قريبا من الحصن المعروف بالكميم فلم يلبث أسد الدين أن طلع البلاد وخالف معه كثيرا من أهل تلك النواحي وخصوصا سنحان، فلما تناقل الناس عن الإمام في تلك الحال واضطربت خواطر الناس وخالف بعض منهم ومالوا إلى أسد الدين تميلت الرتبة التي في الغائرة إلى موضع في قبلى الكميم يقال له: [.....بياض في المخطوط.......]، ولما بلغ العلم إلى أمير المؤمنين أن أسد الدين قد دخل بلاد سنحان وأنهم قد أجمعوا معه ومن ينضاف إليهم وهو إذ ذاك في قلة من العساكر.
صفحہ 205