قال المصنف: ثم (المعتمد) لقاضي القضاة، وغير ذلك من الكتب الموجودة في اليمن مما أمكن تحصيله؛ لأن الكتب كثيرة في الأقطار، وإنما الكتب المشهورة عند الزيدية باليمن حتى كان المشار إليه في ذلك الأوان بالتحصيل في الأصول الفقهية ومعرفته في ذلك أشهر من نار على علم:
وهل تجحد الشمس المنيرة ضوؤها ... ويستر نور البدر والبدر زاهر
ثم التفت إلى الدرس في فروع الفقه من سنة سبع وثلاثين وستمائة، فأول كتاب قرأه كتاب (التحرير) لأبي طالب عليه السلام وحفظه غيبا بعد أن كان قبل ذلك يحفظ معانيه وأصوله وأدلته قراءة على الفقيه العالم التقي محمد بن أبي السعادات، وكان أوحد في معرفة ذلك ومعتادا، فلقد كان يعرف فى حسن معرفتة وذكائه، ويقول استفاد عليه أكثر مما أفاده أو كما قال في ذلك، ثم قرأ كتاب (شمس الشريعة) للفقيه العلامة الحافظ المجتهد سليمان بن ناصر، وكرر ذلك، ودرس وقرأ (شروح التحرير) للقاضي زيد وتعليق السيد المؤيد بالله، ثم تعليق أبي مضر حتى لقد كنا نسمعه ويسمعه غيرنا أنه لقد كان يتصور صفحاته ومسائله غيبا، وقرأ كتاب (الإبانة) وشرحها وكررها، وقرأ كتاب (الكافي) للناصرية، وكتاب (الوافي) لابن بلال، وكتاب السيد علي بن سليمان، ومجموع علي خليل كرره مرارا، وقرأ كتاب الإمام المنصور بالله وكان معجبا بفقهه، وأراد أن يشرح المهذب المنصوري، وقرأ مسائله الفقهية في رسائله، وقرأ كتاب الهادي عليه السلام (الأحكام) وقواعده، وقرأ عدة من كتب القاسم عليه السلام وأولاده المفردة، وكان شديد الحرص في نصرة أقوالهم، وأطل على شيء من تعليقات السيد العلامة جمال الدين[5ب-أ] علي بن الحسين بن يحيى بن يحيى بن الهادي عليهم السلام، وأجاز له كتاب (القمر المنير) وأمره بتصحيح ما عثر عليه، وكان السيد علي بن الحسين يقول: إنه لا يشك في بلوغه درجة الاجتهاد، وما أنسيته مما قرأه من كتب الفروع وغيرها وليس بالقليل إلا أنه غني ذكره والله الموفق للصواب.
صفحہ 16