كان الفقيه القاسم بن أحمد الشاكري يترجم هذه المذاكرة ويضبط معانيها من الكتب المذكورة وغيرها، ثم يلقي عليه الصفحتين والثلاث وربما أكثر من ذلك، فأكثر ما يقرأ عليه شرفين أو ثلاثة، ثم يضبطها غيبا ويحفظها، ولعل هذه المذاكرة تمت في قريب من مائتي معشر، ولعل نساختها في ثلاثين سلطانية أو نحو ذلك، وكان عليه السلام في حال قراءته يقرأ عليه عدة من الدرسة وهو في وقت المقبولة وفراغ الخاطر لا يشتغل بغير النظر في الكتب والمراجعة حتى أتم المذاكرة، وهو معدود من العلماء في ذلك الفن، ثم انتقل إلى المدرسة المنصورية ب(حوث)، وفيها عدة من عيون العلماء كالشيخ العلامة المصقع ترجمان الكلام جمال الدين أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص، والشيخ الطاهر بقية الحفاظ محيي الدين أحمد بن محمد الأكوع المعروف بشعلة، والفقيه العالم أحمد بن علي الصميمي، والقاضي الفاضل محمد بن يحيى الصنعاني، والقاضي العلامة الفضيل بن يحيى بن جعفر بن أحمد بن أبي يحيى، وعدة من العلماء والفضلاء غاب عني تعيينهم لكثرتهم لا لقصور في فضلهم وعلمهم، فقرأ على الشيخ العلامة أحمد بن محمد في الكتب المبسوطة في علم الكلام ك(شرح الأصول الخمسة)، (والمحيط) وغيره، وقرأ عليه فى الكلام كتاب يذكره ابن مثوبة، وأخذ عنه كتاب جده أبي محمد شيخ الإمام المنصور بالله عليه السلام المعروف ب(الكيفية في الصفة والأحكام) وهو من لطيف كتب الكلام حتى لقد كان يحفظه غيبا كما يحفظ الناس السورة من القرآن الكريم، ثم قرأ كتاب ابن الملاحمي (المعتمد)، (والفائق) وغيرهما، ثم قرأ كتاب شاه سربيجان شرح الأصول الكبير، وقرأ كتاب أبي رشيد المعروف ب(الخلافية) وأتقن ذلك معرفة، وكتابه (المحيط) المعروف ب(شرح الدعامة) وفيما أحسب أنه قرأ (تعليق الإكليل) وقرأ (شرح النفحات المسكية) للفقيه الشهيد حميد بن أحمد المحلي، ثم قرأ كتاب (الإحاطة)، ثم كتاب السيد أبي طالب في اللطيف، ثم فن الخلافية بين البغداديين والبصريين.
صفحہ 14