فاعتبر صافيا حلا وهم حمزة وشعبة وأبو عمرو فتعين للباقين التحريك لأنه ضد الإسكان وإذا تعين للباقين التحريك فهو بالكسر فمنهم من يصل الهاء بياء ومنهم من يختلسها وعلم الاختلاس من قوله وفي الكل قصر الهاء.
توضيح: اعلم أن القراء في هذا البيت على أربع مراتب منهم من سكن هاءاتها قولا واحدا وهم حمزة وشعبة وأبو عمرو، ومنهم من يحركها بكسرة مختلسة قولا واحدا وهو:
قالون ومنهم من له وجهان أحدهما تحريكها بكسرة مختلسة، والثاني: تحريكها بكسرة موصولة بياء وهو هشام ومنهم من يحركها بكسرة موصولة بياء قولا واحدا وهم الباقون وقد لفظ بالكلمات المذكورات في هذا البيت على ما تأتي له في النظم فسكن يؤده ونوله ووصل نصله واختلس نؤته ونبه بقوله فاعتبر صافيا حلا على صحة وجه القراءة وثبوتها.
وعنهم وعن حفص فالقه ويتّقه ... حمى صفوه قوم بخلف وأنهلا
وقل بسكون القاف والقصر حفصهم ... ويأته لدى طه بالإسكان بجتلا
وفي الكلّ قصر الهاء بان لسانه ... بخلف وفي طه بوجهين بجّلا
الواو في قوله: وعنهم فاصلة عاطفة أي من المذكورين في بيت وسكن يؤده وهم حمزة وشعبة وأبو عمرو ثم قال وعن حفص أي عن المذكورين وعن حفص في فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ بالنمل إسكان الهاء فبقي على إسكان فألقه حمزة وعاصم وأبو عمرو فتعين للباقين التحريك كما سيأتي ثم استأنف فقال ويتقه حمى صفوه قوم بخلف أراد بقوله: وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ [النور: ٥٢]، بالنور فأشار إلى تسكين هائه بلا خلاف للمشار إليهما بالحاء والصاد في قوله حمى صفوه وهما أبو عمرو وشعبة والمشار إليه بالقاف من قوله قوم وهو خلاد بخلاف عنه فعلم أن الوجه الآخر هو التحريك ولم يذكر بعد ذلك مع أصحاب القصر الذي هو الاختلاس فعلم أن الوجه الثاني هو الكسر والصلة ومعنى وأنهلا سقاه النهل وهو الشرب الأول ثم قال وقل بسكون القاف والقصر حفصهم يعني أن حفصا قرأ ويتقه بسكون القاف
وقصر حركة الهاء أي باختلاسها وقوله ويأته لدى طه بالإسكان يجتلا أراد وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا [طه: ٧٥]، بطه فأخبر أن المشار إليه بالياء من قوله يجتلا وهو السوسي قرأ يأته بسكون الهاء فتعين للباقين التحريك كما سيأتي ويجتلا ينظر إليه وقوله وفي الكل قصر الهاء بأن لسانه بخلف يعني بالكل جميع الألفاظ المتقدمة من قوله وسكن يؤده إلى قوله ويأته لدى طه وهي سبع كلمات وأراد بقصر الهاء اختلاسها وأخبر أن قالونا وهو المشار إليه بالباء من قوله بأن قرأها كلها باختلاس كسرة الهاء بلا خلاف وإن هشاما وهو المشار إليه باللام من قوله لسانه قرأها جميعها بوجهين أحدهما باختلاس الهاء كقالون والثاني بالصلة كباقي القراء ولا يجوز أن يكون له الإسكان لأنه قد ذكر الإسكان عن الذين قرءوا به ولم يذكر هشاما منهم قوله بخلف عائد على هشام لأنه الذي يليه ولو كان الخلاف عنه وعن قالون لقال بخلفهما ولو كان عن ثلاثة أو أكثر لقال بخلفهم وليس الباء من يخلف رمزا لأن المراد منه أن القارئ الذي قبله اختلفت الرواية عنه وإنما تعينت الصلة لباقي القراء لأنه لم يذكرهم مع أصحاب الإسكان ولا مع أصحاب الاختلاس وقوله وفي طه بوجهين بجلا أخبر أن قالونا وهو المشار إليه بالباء من قوله بجلا عنه في يأته
1 / 46