التِّجارَةِ [الجمعة: ١١]، وقوله المضموم هاء بجر الميم صفة هو احترز به عن ساكنها وهو ثلاثة مواضع: وَهُوَ وَلِيُّهُمْ [الأنعام: ١٢٧]، بما في الأنعام فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ [النحل: ٦٣]، بالنحل، وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ [الشورى: ٢٢]، فهذه الثلاث مدغمة عند السوسي بلا خلاف لاندراجها في المثلين. وقولي احترز به عن ساكنها أعني أن أبا عمرو يقرؤها بإسكان الهاء وتوجه كلام الناظم إلى ثلاثة عشر بالبقرة جاوزه هو والذين وآل عمران إلا هو والملائكة والأنعام إلا هو وإن يمسسك إلا هو ويعلم إلا هو وأعرض، والأعراف هو وقبيله ويونس إلا هو وإن يردك والنحل
هو ومن يأمر وهذا الذي مثل به الناظم وطه إلا هو وسع والنمل هو وأوتينا والقصص هو وجنوده والتغابن هو وعلى الله والمدثر إلا هو وما هي إلا ذكرى فرواية الناظم فيها الإدغام ولهذا قال فأدغم وقال في التيسير وبه قرأت وإشارته موهمة ثم حكى مذهب الغير ليبين فساد تعليله فقال: ومن يظهر فبالمد عللا أي ومن يظهر علل بالمد يعني أنه إذا أريد إدغام الواو وجب إسكانها فإذا سكت وقبلها ضمة فتصير حرف مد ولين وحرف المد لا يدغم بالإجماع لأداء الإدغام إلى ذهاب المد الذي في مثل واو قالوا واقبلوا آمنوا وكانوا ومثل ياء في يومين الذي يوسوس ثم أورد نقضا على من علل بالمد بقوله: ويأتي يوم أدغموه ونحوه يعني الذين قالوا بالإظهار في هذا المضموم الهاء لأجل المد أدغموا يأتي يوم يعني الياء من يأتي في الياء من يوم ومراده يأتي يوم لا مرد له وقوله ونحوه يعني كل ياء متحركة مكسور ما قبلها مثل نُودِيَ يا مُوسى [طه: ١١]، وينبغي لهم أن يظهروه كما أظهروا الواو من هو المضموم الهاء لأن العلة الموجبة للإظهار هناك موجودة هنا فإما أن يدغم في الموضعين وإما أن يظهر فيهما لعدم الفارق بينهما أي لا فرق بين هو المضموم الهاء وبين يأتي يوم ينجي من علل بالمد وعول عليه:
وقبل يئسن الياء في اللّاء عارض ... سكونا أواصلا فهو يظهر مسهلا
أخبر أن أبا عمرو أظهر الياء في اللائي الواقع قبل يَئِسْنَ [الطلاق: ٤] بسورة الطلاق وإنما قيده بيئسن احترازا من غيره لأن هذا هو الذي اجتمع فيه مثلان لأنه يقرأ بياء ساكنة في إحدى الروايتين عنه كما يأتي بالأحزاب فقد اجتمع فيه مثلان في هذه الرواية فأظهره بلا خلاف ولم يدغمه بحال لكونه راكبا للطريق الأسهل يقال أسهل إذا ركب الطريق السهل
وسكونا أو أصلا تمييز الرواية بنقل حركة همزة أصلا إلى الواو وعلل ذلك بعلتين إحداهما كون سكون الياء عارضا والثانية أنها عارضة لأن أصل اللائي بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة فحذفت الياء تخفيفا لتطرفها وانكسار ما قبلها على حد حذفها في الرام والغاز ثم أبدل من الهمزة ياء مكسورة على غير قياس لأن القياس فيها التسهيل بين بين ثم أسكنت الياء استثقالا للحركة عليها وجاز الجمع بين الساكنين للمد فلم يدغمها لما تقدم.
توضيح: فإن قيل قد ذكر لأبي عمرو في هذا الباب كلمات متفق على إدغامها وكلمات متفق على إظهارها وكلمات مختلف في ادغامها واظهارها وأنت تقول الإدغام والإظهار مرويان عن أبي عمرو وتقرأ له بهما فهذا ينافي ما ذكرته. قيل إذا قرأنا لأبي عمرو بطريق الإدغام فما نقل عنه أنه يدغمه في الباب قولا واحدا أدغمناه قولا واحدا وهو أكثر الباب مما التقى فيه مثلان وكذا ما نص عليه في الباب مثل: يا قَوْمِ ما لِي [غافر: ٤١]، وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي
1 / 37