ومن عدا من أشار إليه من أهل الأداء لا يفرقون بين هذه السور وغيرهن ويجرون كل واحد من الأربعة فيهن على عادته في غيرهن.
ومهما تصلها أو بدأت براءة ... لتنزيلها بالسّيف لست مبسملا
تصلها الضمير فيه لبراءة أضمر قبل الذكر على شريطة التفسير يعني أن سورة براءة لا بسملة في أولها سواء وصلها القارئ بالأنفال أو ابتدأ بها ثم ذكر الحكمة في ترك البسملة في أولها فقال لتنزيلها بالسيف يعني أن براءة نزلت على سخط ووعيد وتهديد وفيها آية السيف قال ابن عباس سألت عليا ﵁ لم لم تكتب في براءة بسم الله الرّحمن الرّحيم فقال لأن بسم الله أمان وبراءة ليس فيها أمان نزلت بالسيف وقوله لست مبسملا أي لا تبسمل لأحد من القراء لمنافاة الرحمة للعذاب.
ولا بدّ منها في ابتدائك سورة ... سواها وفي الأجزاء خيّر من تلا
قوله: ولا بد منها أي لا فرار من البسملة أخبر أن القارئ إذا ابتدأ بالسورة فلا بد من البسملة لسائر القراءة إلا براءة سواء في ذلك من بسمل منهم بين السورتين ومن لم يبسمل.
قوله: وفي الأجزاء أي وفي الأجزاء خير أهل الأداء القارئ في البسملة إن شاء أتى بها وإن شاء تركها لكل القراء وليس المراد به الأجزاء المصطلح عليها بل كل آية ابتدأ بها في غير أول سورة فيدخل في ذلك الأجزاء والأحزاب والأعشار والرواية في خير فتح الخاء والياء، وتلا قرأ.
ومهما تصلها مع أواخر سورة ... فلا تقفنّ الدّهر فيها فتثقلا
اختار الأئمة لمن يفصل بالبسملة أن يقف القارئ على أواخر السور ثم يبتدي لمن يسمي بالبسملة موصولة بأول السورة المستأنفة هذا هو المختار وعكسه لا يجوز وهو ما نهى عنه الناظم بقوله: فلا تقفن وهو أن يصل القارئ البسملة بأواخر السور ثم يقف على البسملة لأن البسملة لأوائل السور لا للأواخر فهذان وجهان: الأول: مختار، والثاني: منهي عنه، والثالث: أن تصل طرفي البسملة بآخر السورة السابقة وأول السورة اللاحقة، والرابع:
أن تقطع طرفي البسملة لأن كل واحد منهما وقف تام، وتلفظ بالبسملة وحدها فحصل من ذلك أن في البسملة ثلاثة أوجه. فآن قلت من أين تأخذ هذه الأوجه. قلت لما نهى عن الوقف على آخر البسملة إذا وصلت بالسورة الماضية علم أن ما عدا هذا الوجه من تقاسيم البسملة جائز والضمير في تصلها وفي فيها للبسملة وفيها بمعنى عليها
1 / 30