(1) وإذا كان هذا حديث وفاته، فما بالك بالحديث عن ميلاد رجل نازح، أقرب الظن أنه عرج على غير بلد قبل أن ينزل مصر. من أجل هذا ظل ميلاد ابن هشام سرا دفينا في ضمير الأيام.
(منزلته) :
وقد كان رحمه الله إماما في النحو واللغة والعربية. ويحدثنا عنه الذهبي وابن كثير، أنه حين جاء إلى مصر اجتمع به الشافعي، وتناشدا من أشعار العرب أشياء كثيرة. وغريب أن نسمع هذا، ونحن نعلم أن ابن هشام كان حين ينقل عن ابن إسحاق أشعارا في هذا الكتاب، ظاهرة الوضع فاسدة، لا يستطيع أن يقطع فيها برأي ويقول: هكذا حدثنا أهل العلم بالشعر، ناقلا عنهم، غير محكم ذوقا اكتسبه من هذا شأنه في استيعاب الأشعار.
(آثاره) :
ولابن هشام أكثر من مؤلف في أكثر من فن، فله غير أثره في سيرة ابن إسحاق: شرح ما وقع في أشعار السير من الغريب، وكتاب التيجان، لمعرفة ملوك الزمان، وقد طبع حديثا.
هذه كلمتنا عنه، وقد أسلفنا عنه كلمة أخرى خلال الحديث عن السير، وأنه كان رجل السيرة الذي انتهت إليه سيرة ابن إسحاق، وغلب اسمه عليها فعرفت به، وأن فضله فيها كان لا يقل عن فضل ابن إسحاق.
السهيلي
(اسمه ولقبه) :
هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أصبغ بن الحسين بن سعدون بن رضوان بن فتوح، الإمام الحبر أبو القاسم، وأبو زيد، ويقال: أبو الحسن، بن الخطيب أبى محمد بن الخطيب أبى عمرو بن أبى الحسن الخثعمي السهيلي الأندلسى المالقي.
صفحہ 18