حنین بن اسحاق کی چھوٹی صنعت
الصناعة الصغيرة لجالينوس
اصناف
وأما علامات الأبدان التى قد قربت من المرض فهى على التخوم فيما بين تلك وهذه. ومنها ما هو من جنس الأمور الطبيعية، إلا أنها قد تبدلت فى مقاديرها، أو فى حالاتها ، أو فى أوقاتها. ومنها ما هى من جنس الأشياء الخارجة عن الطبيعة، إلا أنها أقل، وأنقص مما يعرض من الأمراض. وكذلك حال الأبدان التى قد قربت من المرض نفسها هى من الأحوال التى لا تنسب إلى صحة، ولا إلى مرض. والعلامات أيضا الدالة عليها فإنها إنما تدل أولا على تلك الحال، ثم تدل بوجه ثان على الأمراض، فتعبر العلامة الواحدة بالإضافة إلى شىء دون شىء من العلامات التى لا تدل على صحة، ولا على مرض. ومن العلامات التى تدل على المرض إما من طريق ما يدل على الحال التى هى فى البدن فليس يدل على صحة، ولا على مرض، وأما من طريق ما يدل على الحال الكائنة بعد فيدل على المرض. وعلى هذا القياس أيضا فإن العلامات التى تظهر فى المرضى فتدل على الخلاص قد يقال إنها علامات للصحة لأنها تنذر بصحة كائنة فيما بعد. ويقال أيضا إنها علامات للمرض من قبل أنها تدل على مرض حاضر. وإذا كانت تدل على الحالين فهى من العلامات التى لا تنسب إلى المرض خاصة، ولا إلى الصحة خاصة على نحو من الأنحاء التى يدل عليها هذا اللفظ، أعنى قولنا: لا صحة، ولا مرض.
وليس بعجب أن تكون العلامة الواحدة تنسب إلى هذه الأنحاء الثلثة بإضافات مختلفة، فيقال إنها علامة للصحة، وعلامة للمرض، وعلامة لا للصحة خاصة، ولا للمرض خاصة.
صفحہ 101