أما التنين فقد رسم الصينيون والإيرانيون أنواعا مختلفة منه؛ وله في معظم الأحيان جناحا نسر، وبراثن أسد، وذيل ثعبان، كما أن نفسه يخرج في هيئة سحب، ولذا فإننا نرى التنين في أغلب رسومه يسبح بين السحب. أما جسمه الممتد فمغطى بالقشر، وفي رأسه قرنان، وفي فمه سنان حادان. والظاهر أن للتنين معنى رمزيا في ديانة كونفوشيوس، كما أنه كان شارة الإمبراطورية في الصين.
ومهما يكن من الأمر فإن الإيرانيين حين أخذوا عن الصين بعض الموضوعات الزخرفية لم يفكروا في ما كانت ترمز إليه في الصين؛ بل اتخذوها للزخرفة فحسب وحوروا في أشكالها أحيانا. ومن المواضع التي استخدم فيها التنين عنصرا زخرفيا واجهة المسجد الجامع بمدينة فرامين، وقد شيده السلطان أبو سعيد سنة (722ه/1322م).
43
وفضلا عن ذلك فقد أكثروا من استخدامه في زخرفة هوامش المخطوطات.
44
أما العنقاء فلها جسم التنين ورأس الديك البري، وكانت رمز الخلود في ديانة كونفوشيوس، كما أنها كانت شارة الإمبراطورة.
45
وقد وفق الإيرانيون في استعمالها عنصرا زخرفيا، وأحسنوا رسم ذيلها ذي الريش الطويل.
والكيلين حيوان خرافي، له رأس أسد، وفي جبهته قرن واحد؛ وقد اتخذه بعض الفنانين المسلمين عنصرا زخرفيا ؛ كما رسموا - فضلا عن هذا كله - طائرا غريبا يسبح في السماء جارا ذيله الطويل؛ ويظهر ليبعث الرعب في النفوس أو لنجدة بطل في الشدة.
وقد ذاع استخدام رسوم الحيوانات الخرافية في صور المخطوطات، كما أقبل عليه المصورون في الرسوم الحائطية التي كانوا يزينون بها الجدران في القصور الإيرانية إبان العصرين التيموري والصفوي.
نامعلوم صفحہ