وسمى نفسه المؤمن وعبده المؤمن، تشريفا (له)(1) بعبوديته، والصلاة والسلام على محمد المصطفى من خليقته، وعلى آله وصحبه وأسرته.
(وبعد)(2): فإن أصول نعم الله لا يطاق لها شكر ولا حمد لعجز المكلف الضعيف العبد، وفروعها لا تقف على حد، ولا تنحصر بالعد، ومن ألطاف الله السنية، ونعمه الهنية، أن عرفنا بآية الأوان، والمعروف في الزمان، الوسيلة الى الرحمن، ومن ترجى بركته لمن تمسك (بوده)(3) من الإخوان: النطاسي(4)، الآسي، الألمعي (إبراهيم بن أحمد بن علي الكينعي رضي الله عنه وأرضاه، وأزلفه بما لديه وحباه، وأعاد من بركاته على (العارف له)(5) السامع(6).
والمبلغ والمستمع، فإني كنت ممن حظي بمودته وشغف بمحبته، وتمسك بأهداب خدمته، وعاهد المولى على عقد أخوته في الله خالصا من جميع الشوائب إن شاء الله تعالى، فأقبل رضي الله عنه وأرضاه على تأديبي وتهذيبي وتنقيح عيوبي ورحض حوبي(7)، فعل الشفيق الآسي، والحدب (8) الرفيق المواسي، شاركني في أعماله وأدعيته، واهتم بأموري إيثارا على أسرته وتلامذته، فعجزت عن القيام بحقه والاقتداء به في الحياة، وندمت وتداركت بعض حقوقه بعد الممات، بنشر بعض ماخص به من الباقيات الصالحات، لعل الناظر إليها يهتدي، وبأقواله وأفعاله وأفكاره يقتدي{أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}[الأنعام:90]، ومن لم ير مفلحا لم يفلح.
ولله در(9) القائل:
صفحہ 6