الحكاية السابعة
قال ذو النون(1) المصري رضي الله عنه(2): بينما أنا في بعض سياحاتي، إذ أنا بشيخ على وجهه سيما العارفين، فقلت له:يرحمك الله، كيف الطريق إلى الله ؟، فقال: لو عرفته لعرفت الطريق إليه، ثم قال لي: يا هذا، دع الخلاف والإختلاف، قلت: يرحمك، الله أليس اختلاف العلماء رحمة ؟، قال: نعم إلا في تجريد التوحيد، قلت:وما تجريد التوحيد ؟ قال: فقدان رؤية ما سواه لوجدانه، قلت: وهل يكون العارف مسرورا؟ قال: وهل يكون العارف محزونا ؟ فقلت: أليس من عرف الله طال همه؟، قال: بل من عرف الله زال همه، قلت:وهل تغير الدنيا قلوب العارفين؟، قال: وهل تغير العقبي قلوب العارفين حتى تغيره الدنيا، قلت: أليس من عرف الله صار مستوحشا؟ قال: معاذ الله أن يكون العارف مستوحشا، ولكن يكون مهاجرا متجردا، قلت: وهل يكون العارف متأسفا على شيء غير الله ؟، قال: وهل يعرف العارف غير الله فيتأسف عليه؟، قلت: وهل يشتاق العارف إلى ربه ؟ قال: هل يكون العارف غايبا عن الله طرفة عين حتى يشتاق اليه، قلت: ما اسم الله الأعظم ؟ قال: ان تقول الله وأنت تهابه، قلت: إني كثيرا ما أقول الله ولا تداخلني الهيبة، قال: لأنك تقول الله من حيث أنت لا من حيث هو، قلت: عظني، قال:حسبك من الموعظة علمك بأنه يراك، فقمت من عنده، فقلت: ما تأمرني به؟ قال: اطلاعه عليك في جميع أحوالك لاتنسه.تم ذلك، وأنشد بعض المحبين:
صفحہ 35