الكرامة الحادية والعشرون - ما حكى بعض إخوانه أنه رأى في منامه سنة خمس وثمانين أن القيامة قامت، ومد الصراط على شبه الدرج لكنها ضيقة المرتقى، وإبراهيم بن أحمد الكينعي (رحمه الله تعالى)(1) أعلى درجة منه في منزل فيه الظل، هو والرائي على شبه المتنزه والمتفرج على الناس، وهم في شدة ضنكا، وإذا بقائل يقول : ما جاز إلا عبيد الله وأبو القاسم (بن إبراهيم) (2) بن هيثم، شاهدهما الرائي جازا على الصراط إلى برية حسنة بيضاء نقية على صفتهما ولباسهما، وهذه كرامة لإبراهيم (وعبيد الله) (3) ولأبي القاسم وللرائي -إن شاء الله تعالى- وهذا أبو القاسم أعاد الله من بركاته أقبل على طلب العلم فنال منه، ثم ترك الدنيا وخلطة أهلها، ونقل القرآن غيبا على المقارئة الحذاق، ولزم مواضع الخلوات (سنينا)(4) وشهورا، فتنور قلبه، وأطرح الدنيا وأهلها بخلاف غيره، ومهما أشتهر فضله وبركته في جهة فر إلى جهة أخرى، وهو أحد تلامذة إبراهيم الكينعي (رحمه الله تعالى)(5) وأخص إخوانه وأحبابه عنده، لا يملك من الدنيا شيئا قط إلا ما وارى عورته من المرقعات، وله كرامات تحكى، وحكم لدنية تروى، ووظائف في العبادة والتلاوة يعجز عنها غيره.
صفحہ 252