روى لي سيدي إبراهيم (بن أحمد) (1) الكينعي رحمه الله تعالى(2) قال: (صلى)(3) حاتم بن منصور(رضي الله عنه) (4) زهاء أربعين سنة بالجماعة إماما ما ترك صلاة واحدة بالجماعة نعلمها، ولا مدة الأربعين سجد لسهوه إلا ست مرات، وما يدع البكاء في الصلوات الجهرية والمخافتة، وما يترك صلاة التسبيح في اليوم(5) (مرة) (6) في وقت الضحى ولا في الليلة مرة حتى لقي الله تعالى، روي لي الثقة أنه قبض روحه وهو يصليها مستلقيا من المرض، وكان محلقا وشيخ أهل زمانه في أصول الدين وأصول الفقه (والفقه) (7)، وله موضوعات ومسائل فقه مروية، وأنظار واجتهاد، فعراه الخوف، (وانهل) (8)، فترك نشر العلم، واشتغل بالعبادة، وقد أخذ منه بالنصيب الأوفر إن شاء الله تعالى، وكان لا يدخر شيئا حتى ليومه بل يؤثر به إخوانه ويواسي بما فتح الله له أهل الفاقة من المسلمين، وكان يدان المئين والألوف من الدراهم والدنانير في تزويج الفقراء من درسته وإخوانه، ومن شكا عليه العنت، وما خلف شيئا من متاع الدنيا إلا ثوبا وكوفية ونعلا، وكان تحته بساط خلق وفروة عارية، وتولى قضاء ديونه، وتحمل مشقة أطفاله ولده الفقيه الفاضل الزاهد محمد بن حاتم بن منصور.
صفحہ 195