فيها ورد الخبر بأن رجلا من الطالبيين ثار بجهة واسط وانضم إليه جماعة من الاعراب والسواد وكان للاعراب رئيس يقال له محرز بن رباح وذلك أنه بلغهم بأن صاحب فارس والاهواز والبصرة بعث إلى حضرة السلطان من المال المجتمع قبله ثلثمائة ألف دينار حملت في ثلاث شذوات فطمعوا في انتهابها وأخذها وكمنوا للرسل في بعض الطريق ففطن بهم أهل الشذوات فأفلتت منها واحدة وصاعدت ورجعت الاثنتان إلى البصرة ولم يظفر الخارجون بشئ فصاروا إلى عقر وواسط وأوقعوا بأهلها وأحرقوا مسجدها واستابحوا الحرم وبلغ حامد بن العباس خبرهم وكان يتقلد أعمال الخراج والضياع بكسكر وكور دجلة وما اتصل بذلك فوجه من قبله محمد بن يوسف المعروف بخزرى وكان يتقلد له معونة واسط وضم إليه غلمانه وقوما فرض لهم فرضا وكتب إلى السلطان بالخبر فأمده بلؤلؤ الطولونى فلم يبلغ إليه لؤلؤ حتى قتل الطالبى ومحرز ابن رباح وأكثر الاعراب الخارجين معهما وأسر منهم نحو مائة أعرابي وكتب حامد بالفتح إلى المقتدر وبعث بالاسرى فأدخلوا مدينة السلام في جمادى الاولى
وقد ألبسوا البرانس وحملوا على الجمال فضجوا وعجوا وزعم قوم منهم أنهم براء فأمر المقتدر بردهم إلى حامد ليطلق البرئ ويقتل النطف فقتلهم أجمعين على جسر واسط وصلبهم (وفى هذه السنة) في جمادى الاولى ورد الخبر بأن الروم حشدوا وخرجوا على المسلمين فظفروا بقوم غزاة من أهل طرسوس وظفرت طائفة منهم أخرى بخلق كثير من أهل مرعش وشمشاط فسبوا من الملسمين نحوا من خمسين ألفا وعظم الامر في ذلك وعم حتى وجه السلطان بمال ورجال إلى ذلك الثغر فدارت على الروم بعد ذلك وقعات كثيرة (وفيها) كانت لهارون بن غريب الخال جناية وهو سكران بمدينة السلام على رجل من الخزر يعرف بجوامر دلقيه ليلا فضرب رأسه بطبرزين كان في يده فقتله بلا سبب فشغب رفقاؤه الذين كان في جملتهم وطلبوا هارون ليقتلوه فمنع منهم وكانوا نحو المائة فشكوا أمره وترددوا طالبين لاخذ الحق منه فلم ينظر لهم فلما أعوزهم ذلك خرجوا بأجمعهم إلى عسكر ابن أبى الساج وكان قد تحرك على السلطان وأنفذ إليه المقتدر رشيقا الحرمى ختن نصر الحاجب رسولا ليصرفه عن مذهبه فحبسه ابى الساج عند نفسه ومنعه أن يكتب كتابا إلى المقتدر ثم أنه أطلقه بعد ذلك وبعث بهدايا ومال فرضى عنه (وفيها) عظم أمر الحسين ابن حمدان بنواحي الموصل فأنفذ إليه السلطان أبا مسلم رائقا الكبير وكان أسن الغلمان المعتضدية وأعلاهم رتبة وكان فيه تصاون وتدين وحسن عقل فشخص ومعه وجوه القواد والغلمان فحارب الحسين بن حمدان وهو في نحو خمسة عشر ألفا فقتل رائق من قواد ابن حمدان جماعة منهم الحسن بن محمد بن أبا التركي وكان فارسا شجاعا مقداما وأبو شيخ ختن ابن أبى مسعر الارمينى ووجه الحسين ابن حمدان إلى رائق جماعة يسأله أن يأخذ له الامان وإنما أراد أن يشغله بهذا عن محاربته ومضى الحسين مصعدا ومعه الاكراد والاعراب وعشر عماريات فيها
صفحہ 39