كتاب مونس الخادم على السلطان لست خلون من المحرم بأنه ظهر على الروم في غزاته إليهم التى تقدم ذكرها في سنة 96 وهزمهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وأسر لهم أعلاجا كثيرة وقرئ كتابه بذلك على العامة ببغداد ثم قفل مونس متصرفا * وفى صفر من هذه السنة أخر طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث الصفار ايراد ما كان يلزمه من المال الموظف عليه من أموال فارس ودافع به فكتب سبكرى غلام عمرو بن الليث يتضمن حمل المال وإيراده واستأذن في توجيه طاهر وأخويه أسرى إلى باب السلطان فأجيب إلى ذلك فاجتمع سبكرى ومن والاه عليهم ودارت بينهم حرب شديدة حتى استولى سبكرى على فارس وكرمان وبعث بطاهر وأخويه إلى السلطان فأدخلوا في عماريات مكشوفة وخلع على رسول سبكرى ثم إن الليث بن على بن الليث لما بلغه فعل سبكرى بطاهر ويعقوب ابني محمد غضب لذلك وسار يريد فارس فتلقاه سبكرى واقتتلا قتالا شديدا فانهزم سبكرى وقدم على السلطان يستمده فندب مونس الخادم إلى فارس وضم إليه زهاء خمسة آلاف من الاولياء والغلمان وكتب إلى أصحاب العاون باصبهان والاهواز والجبل في معاونة مونس على محاربة الليث بن على وأشخص معه الوزير ابن الفرات محمد بن جعفر العبرتاى وولاه الخراج والضياع بفارس فاحتاج الجند إلى أرزاقهم فوعدهم بها محمد بن جعفر فلم يرضوا وعده ووثبوا عليه ونهبوا عسكره وأصابته ضربة وزعم بعض أصحاب مونس أنه أخذ له مائة ألف دينار * وفى ليلة الاربعاء لخمس من شهر ربيع الآخر سنة 97 ولد للمقتدر أبو العباس محمد الراضي بالله بدير حنيناء قبل طلوع الفجر * وفى ذى الحجة من هذا العام كانت بين مونس الخادم وبين الليث بن على حرب بناحية النوبندجان فهزم الليث وأصحابه وأسر مونس الليث وأخاه اسماعيل وعلى بن حسين بن درهم
والفضل بن عنبر وصاروا في قبضته فحملهم بين يديه إلى بغداد وأدخل الليث على فيل ومن كان معه على جمال مشهورين قد ألبسوا البرانس ثم حبسوا (وفيها) وجه المقتدر القاسم بن سيما غازيا في الصائفة إلى الروم في جمع كثيف من الجند في شوال فغنم وسبى (وفيها) ولى ورقاء بن محمد الشيباني أمر السواد بطريق مكة فرفع المؤن عن الناس وحسم عنها ضر الاعراب وما كانوا يفعلونه في الطريق من السلب والقتل وحسن أثر ورقاء هنالك ولم يزل مقيما بتلك الناحية إلى أن رجع الحاج مسلمين شاكرين لفعله فيهم * ولجمادى الاولى من هذا العام ورد الخبر بأن أركان البيت الاربعة غرقت في سيول كانت بمكة وغرق الطواف وفاضت بئر زمزم وأنه كان سيلا لم ير مثله في قديم الايام وحديثها وفى شوال منها توفى محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر المعروف بالصناديقى ودفن في مقابر قريش وصلى عليه القاضى أحمد بن إسحاق بن البهلول * وفى شهر رمضان منها توفى يوسف ابن يعقوب القاضى ومحمد بن داود الاصبهاني الفقيه * وورد الخبر بوفاة عيسى النوشرى عامل مصر فولى السلطان مكانه تكين الخاصة وتوجه من بغداد إلى مصر * وفى شوال من هذه السنة توفى جعفر بن محمد بن الفرات أخو الوزير وكان يلى ديوان المشرق والمغرب فولى الوزير ابنه المحسن ديوان المغرب وولى ابنه الفضل ديوان المشرق * وفى هذا العام توفى القاسم بن زرزور وكان من الحذاق المجيدين وأسن حتى قارب تسعين سنة (وحج بالناس) في هذه السنة الفضل بن عبد الملك الهاشمي
ثم دخلت سنة 298 ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بنى العباس
فيها قدم الناس ابن سيما من غزاة الصائفة إلى الروم ومعه خلق كثير من الاسرى وخمسون علجا قد حملوا على الجمال مشهورين بأيدى جماعة منهم أعلام
صفحہ 24