============================================================
وكان نور الدين يكاتب صلاح الدين بالأمير الإسفهسلار(1)، ويكتب علامته على رأس الكتاب، تعظيما عن أن يكتب اسمه، وكان لا يفرده بكتاب، بل: إلى الأمير صلاح الدين وكافة الأمرا بالديار المصرية، يفعلون كذا وكذا .
ثم أرسل صلاح الدين يوسف يطلب من نور الدين أباه أيوب وأهله، فأرسلهم إليه نور الدين، فأعطاهم صلاح الدين الاقطاعات بمصر.
وتمكن من البلاد ، وضعف أمر العاضد.
ولما فوض الأمر إلى الصلاح (2) الدين تاب عن شرب الخمر، وأعرض عن أسباب اللهو، وتقمص لباس الجدود . ودام على ذلك إلى أن توفاه الله تعالى.
قال "ابن الأثير، في "الكامل" (2) : "رأيت كثيرا من ابتدى (4) بالملك ينتقل الملك إلى غير عقبه، فإن معاوية تغلب وملك، فانتقل الملك إلى بني مروان بعده، ثم ملك السفاح من بني العباس، فانتقل الملك إلى عقب أخيه المنصور، ثم الستامانية أول من استبدل (5) بالملك منهم نصر ابن أحمد، فانتقل الملك إلى عقب أخيه اسماعيل وعقبه، وكذلك عماد الدولة ابن بويه ملك، فانتقل الملك إلى عقب أخيه ركن الدولة . ثم ملك طغرلبك السلجوقي، فانتقل الملك إلى عقب أخيه داوود. ثم شيركوه ملك، فانتقل الملك إلى ابن أخيه. ولما قام صلاح الدين يالملك لم يبق الملك في عقبه، بل انتقل إلى أخيه العادل وعقبه، ولم يبق لأولاد /117/ صلاح الدين غبر حلب".
(1) اسفهلار: القائد العام للعمكر.
(2) هكذا في الأصل.
(3)ج345،344/1.
(4) مكذا في الأصل، وفي الكامل: " يبتديء" .
(5) مكذا في الأصل، والصحيح : "استبد كما في الكامل 124
صفحہ 124