47

صدیقہ بنت صدیق

الصديقة بنت الصديق

اصناف

فالسيدة فاطمة والسيدة عائشة شريكتان في قلب واحد تتنافسان عليه، ولكنها شركة بين كريمتين.

ومن أثر هذه المنافسة أن أمهات المؤمنين أوفدن السيدة فاطمة إلى النبي ليعدل بينهن وبين عائشة، فقبلت الوفادة.

وربما خطر للسيدة عائشة أن عليا - رضي الله عنه - قد تأثر بهذه المنافسة يوم سأل النبي في حديث الإفك فقال: «... لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير.»

ومن الصدق للتاريخ وللطبع الإنساني أن نلاحظ هذه الأمور؛ لأن الطبع الإنساني لن يدع حقوقه على أبنائه، ولن يكون الإنسان من لحم ودم إلا إذا كان فيه للحم والدم نوازعهما التي لا فكاك منها، وإن راضها أدب النبوة ونبل العشيرة، فثابت إلى أكرومة تجمل بالكرامة.

فالصلة بين عائشة وقرابة النبي قد كانت صلة الأدب والتجمل والمجاملة، ولكنها كانت في مجال لا يغيب فيه التنافس على العطف والإعزاز.

والمثل هنا أيضا قدوة المقتدين في الأسر العليا التي عرفها التاريخ، سواء منهم من أخذ بأدب الدين أو بأدب الدنيا.

وهي على الجملة «حياة زوجية» سعيدة نزلت منها السيدة عائشة منزلة الزوجة المدللة في طوال أيامها، ثم منزلة الشريكة المعينة في عبء التبليغ والرسالة، وبلغت من الثقة بها في المعونة حمادى ما تبلغه شريكة حياة؛ فحفظت من تعليم النبي ما لم يحفظه أحد، وحفظ عندها النبي أغلى الودائع من بعده: صحف الكتاب وسنته المشروعة لتابعيه.

حديث الإفك

حديث الإفك هو حديث القصة التي أشاعها بعض المنافقين عن السيدة عائشة (رضي الله عنها)، وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول زعيم المدينة الموتور، الذي لم ينس قط حقده على النبي ولا على الإسلام والمسلمين.

وحديث الإفك هذا هو الحديث الذي اجتمعت له كل بواعث الفضول والوشاية، التي تغري ألسنة الناس بالخوض في أمثال هذه الأحاديث، ولو كانت من نسج الخيال واختراع القصاص.

نامعلوم صفحہ