كلما ازدادت معرفتي بمناقبه ازداد شغفي به، غير أن واجبي ما زال هو الأقوى، وسيتعقبه إلى أن يأخذ لي حقي على غرامي به.
بنت الملك :
بالأمس رفعك هذا التشبث بهذا الواجب إلى مقام علي، وبدا لأهل العصر من نبل مجهودك وحسن جهادك لنفسك ما ملأ قلوبهم إعجابا بك ورثاء لصبابتك، ولكن هل لك أن تنتصحي بنصح ودي صادق؟
شيمان :
من الإثم ألا أطيعك يا مولاتي.
بنت الملك :
ما كان بالأمس حقا ليس اليوم بحق. قد أصبح لذريق سندنا الأوحد، وإليه اتجه الهوى والأمل من شعب يعبده، فهو أمن قشتالة وخوف المغاربة. للملك نفسه من عالي الرأي فيه ما لأمته.
وكلهم مجمع على حقيقة هي أن أباك قد بعث فيه وحده، وإذا رغبت في بيان أصرح أوجزت لك بكلمتين: إنك بإصرارك على إهلاكه تهدمين سمعتك في البلاد، إذ يقولون: أمن أجل الانتقام لأبيها تدفع بأوطانها إلى أيدي أعدائها؟ أمشروع منك أن تطالبي بما فيه بوارنا؟
وهل نحن ضربنا بسهم في الجناية عليك؟ لا أزعم أنك على هذا مضطرة للاقتران برجل كنت تطالبينه بدم أبيك، بل أود لو استطعت أن أزيل من نفسك هذه المكابرة. ذودي عنه غرامك، ودعيه لنا حيا.
شيمان :
نامعلوم صفحہ