شہداء التعصب
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
اصناف
وخرج الرجلان من الفندق للاهتمام بمعدات الهجوم. •••
وبعد رحيلهما ببضع دقائق وقف بغل وحصان بباب الفندق، وكان على البغل امرأة، أما الحصان فكان يمتطيه شاب. فترجل الشاب وأقبل على المرأة فمد إليها يده ليساعدها على النزول. ثم طرق باب الفندق، وطلب غرفة وسريرا وعشاء. فتذمر صاحب الفندق ودمدم ساخطا على الذين يسافرون ليلا إلا أنه لما رأى دينارا وهاجا يلمع بيد الشاب ذهبت عنه كشرته، وبادر إلى الطبقة السفلى من الفندق ليأتي بالنبيذ المطلوب. فلما خلا الشاب إلى المرأة قال لها: قاتل الله زوجك أيتها السيدة! كيف رأى استقدامك من باريس، وقد كنا فيها على أتم نعيم وسرور، وايم الحق لقد كان في وسعنا أن ندعه وشأنه بضعة أسابيع أيضا.
قالت: لقد أخبرتك يا جاليو أن لهذا الأمر علاقة بحياتنا وثروتنا، فإن زوجي سافر من باريس مسرعا مبادرا إلى البلاط فمنعوه من العودة، فطلب إلي اللحاق به، فهل في ذلك ما يدعو إلى العجب؟
أجاب: لقد كان يجب على زوجك - أيتها السيدة - أن يفكر في أن السفر لا يخلو من خطر إذا كانت الطرق مزدحمة باللصوص، ولم نصادف منذ هذا الصباح إلا سكارى وجنودا مسلحين وأشرارا كأن ملك إسبانيا محاصر مدينة متس.
1
قالت: يظن زوجي أن معي خدما أمناء، ولكن هل خفت أيها الطالب من الرجال المسلحين الذين رأيناهم في طريقنا؟
أجاب: أنا خفت؟ أنا جاليو دي ترساك أخاف! وحدق في وجه مرسلين، ثم قال: إني أجهل الخوف، ولا أفهم معناه، لكنني أعجب لاجتماع الرجال الذين صادفناهم في الطريق، وأكثرهم مدجج بالسلاح، وبعضهم يقرأ التوراة.
قالت: لعلهم من البروتستانتيين.
أجاب: ما أحسب هؤلاء الوعاظ يتقلدون السلاح، ويسيرون إلى أمبواز، وقد انتقل إليها بلاط الملك، فهم لا يجرءون.
قالت: لا تنظر إلي يا جاليو هذه النظرات. فأنا أعرف أنك باسل، ولكنني أتوسل إليك أن تدع خنجرك جانبا إذا نشب القتال غدا. - وهل ينشب القتال غدا؟ - أنى لي معرفة ذلك؟! - إذن فلماذا تكلمينني عن ذلك؟
نامعلوم صفحہ