شہداء التعصب
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
اصناف
قال: لعله ملك النافار؟
فأجاب لارنودي: ليس لملك النافار إرادة.
قال: إن زوجته ذات إرادة كافية.
أجاب: نعم، إن زوجته «حنة دالبر» امرأة نبيلة، وإنما تحتاج أعمالنا إلى زعيم قدير غير بعيد عن عرش فرنسا.
قال: إذن فمن الزعيم؟
أجاب: قلت لكم إنني لا أستطيع أن أسميه، غير أن اسمه على كل الشفاه، فتلفظ الحضور باسم «أمير كوندة» بصوت منخفض.
فقال لارنودي: لقد بعث إلي ذلك الزعيم الذي أشرت إليه بالإيضاحات اللازمة مع «المسيو دي ميرة» فهو يروم أن تكون ظواهر أعمالنا موسومة بالصدق. والبلاط الآن في نواحي بلوا. أما جنودنا فلا بد من اجتماعهم في طوران في أوائل شهر مارس، وإذ ذاك نهاجم البلاط، ونقدم إلى الملك عرضا، نسأله فيه طرد الدوق دي جيز وأخيه الكردينال دي لورين، فيأبى آل جيز السفر، ويومئذ نقبض عليهم، وننقذ الملك وزوجته ووالدته من أسر هذه الأسرة.
ولو تمكن لارنودي عندئذ من أن يخترق ببصره ظلام الليل لأبصر رأس «نيكول بوصه» مطلا من كوة للفندق. فإنه ذهب إلى ضفاف اللوار كما أمر؛ ليتحقق أن ذلك النهر لم يتحول عن مجراه، ثم رجع إلى فندقه فدخله من باب سري محجوب بالأدغال في بستانه حتى وصل إلى سنديانة وراء مطبخه، فتسلقها وقعد على أحد أغصانها الضخمة فسمع كل ما قيل في ذلك المجتمع، وشهد تلك المؤامرة التي كانت أساسا للحرب المدنية التي قامت في القرن السادس عشر، وامتزجت فيها السياسة بالدين.
وشعر نيكول بفؤاده يخفق شديدا من حنقه على الدوق دي جيز بعدما سمع ما سمعه لتدبير تلك المؤامرة التي لو كانت لأشياع الدوق دي جيز لتشيع للارنودي والبروتستانتيين، لكنه استرسل وقتئذ في أمياله الطبيعية، وجعل يسأل نفسه: كيف يستطيع صبرا مدة شهر حتى يرى النتيجة؟
وكان لارنودي قد شهر سيفه، وصاح بالحضور: بغيتنا الانتقام! فليمت آل جيز! فليمت الغرباء!
نامعلوم صفحہ