شہداء التعصب
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
اصناف
ثم مر الملك بوالدته ومونمورانسي وسائر الأعيان والكبراء دون أن يخاطب أحدا، ودنا من الدوق دي جيز وأخيه، فقال لهما: إني شاكر لكما يا عمي المحبوبين هذه المساعدة التي جاءت في وقتها، ولي حاجة إليكما هي أن تتما تقاريركما، فإن هؤلاء الثائرين لا يأتون عملا من تلقاء أنفسهم.
قال الدوق: يوجد دلائل على أنهم تلقوا أوامر بهذا الشأن.
أجاب: نعم، كالأوامر التي تلقاها لارنودي فيما مضى. فمن يكون صاحب هاتيك الأوامر؟ فلم يجب الدوق ولا أخوه.
فقال الملك: إنكما لا تجسران على اتهام أحد؛ لأن المجرم ينتمي إلى الأسرة المالكة. إذن فأنا أرفع صوتي وأسميه. إن تلك الأوامر ولا ريب عندي آتية من غاسقونيا أو أمير كوندة.
قالت كاترين: إنك تتهم يا بني من غير برهان.
فأجابها: لست أجهل أيتها السيدة أن أمير كوندة من أصدقائك، وهو قد أرسل إلينا ذلك الرسول الذي ألحقته بك منذ أيام، بدلا من أن يكون في جملة الحضور. أليس في ذلك إقرار بمشاركته في قضية أمبواز؟
فسكت الجميع؛ لأن إصرار الملك على الشكوى من أمير كوندة ألجم الأفواه، وأوجب على أعز أصدقائه السكوت.
فقال الملك: هيا بنا يا عمي الحبيبين لنكتب الرسائل إلى عمالنا وقضاتنا وحكامنا، وندعو الحكام إلى جمعية عامة.
وانصرف الملك، فتبعته زوجته والملكة، والدوق دي جيز، والكردينال.
أما كاترين فإنها قالت: اليوم خمر، وغدا أمر.
نامعلوم صفحہ