شہداء علم و غربت کی یاد
ذكرى شهداء العلم والغربة
اصناف
ولد الفتى النبيل فقيد الهمة محمد إبراهيم زويل بمدينة دمنهور قاعدة مديرية البحيرة عام 1893م من أبوين سريين، وكان لا يعيش لأمه أولاد فعاهدت الله إذا رزقها مولودا أن ترتحل به عن مدينة دمنهور، ولما وضعت الفقيد برت بعهدها، فحملته إلى قرية بسيون بمديرية الغربية ولبثت بها حتى شب وترعرع ونمت عضلات جسده وأصبح يدرك ما حوله من الأشياء، وأحس من نفسه على صغر سنه بهاجس يجيش في صدره إلى تحصيل العلم فكاشف والدته بما في نفسه، ولم يكن بالقرية مدرسة تلحقه بها، وهي مع محبتها له وعنايتها به لم تجد بدا من العودة به إلى دمنهور، وألحقته بإحدى المدارس الأولية، وأكبرت في نفسه هذه الأماني الشريفة. (5-2) دراسته
أدرك الفقيد مبادئ القراءة والكتابة والرياضة، والتحق بمدرسة التعاون الإنساني بدمنهور عام 1909م وحصل على شهادة الدراسة الابتدائية سنة 1912 ميلادية.
وفي تلك السنة انتظم في سلك طلبة مدرسة المساعي المشكورة الثانوية بشبين الكوم ونال منها شهادة الكفاءة.
ثم جاء إلى القاهرة وتخير المدرسة الإعدادية لإتمام دراسته وذلك عام 1915م، وحصل على شهادة الدراسة الثانوية عام 1916م. وكان في سائر أيام دراسته آية من آيات الذكاء المصري والنشاط الخليق بهمم الشباب.
المرحوم محمد إبراهيم زويل من دمنهور.
وفي عام 1917م التحق بمدرسة الحقوق السلطانية ومكث بها ثلاث سنوات، ثم أجمع أمره بعد ذلك على الهجرة إلى عاصمة الألمان لإتمام دراسته بها مع المهاجرين من شباب مصر ليرتشف العلم من مناهله، حتى وقف به الأجل دون مرحلة همته.
وكان رحمه الله على جانب من رقة الأخلاق ووفرة الذكاء وطلاقة المحيا، وكان شغوفا بالأدب حسن الأسلوب في الكتابة، إذا أسمعك حديثا اجتذبك لسماعه بطلاوة تحديثه. وكان محبوبا من عشيرته محترما من أصدقائه لا يميل إلى الهذر في القول، ولا يألف إلا من يحب المروءة ويترفع عن الدنايا، ولو أن الأجل أمهله لكان أدى لوطنه أجل الخدمات، ولكن هكذا قضى الله ولا مرد لحكمه له الأمر وإليه ترجعون.
ولما طير البرق خبر وفاته أقيمت ليالي المأتم ببندر دمنهور، وفي الليلة الثانية منها ألقى حضرة عبد المعطي أفندي إبراهيم حجاج، الموظف بمصلحة المواني والمنائر بالإسكندرية، هذه الكلمة البليغة المؤثرة:
ولو قبل مبكاها بكيت «مرارة»
لكنت شفيت النفس قبل التندم
نامعلوم صفحہ