شہداء علم و غربت کی یاد
ذكرى شهداء العلم والغربة
اصناف
ومن وقف على حياة الأمير عجب أشد العجب من انكبابه على العمل دون سآمة أو ملل، فهو مع أعمال الدوائر العظيمة لا ينقطع عن القراءة والدرس في مكتبته الحافلة بالنفائس، وله غرام باقتناء كتب التاريخ والوقوف على آثار الأقدمين، ولا يخلو الكثير من أيامه من النظر في شأن هام أو دعوة لاكتتاب أو رياسة جمعية، كما لا يخلو شهر من سفره إلى ضياعه مرة أو أكثر، وقد يبقى في الأرياف أسبوعا لمشارفة الأعمال الجارية في أراضيه وأراضي الدائرتين الموكولتين إليه.
والأمير بعيد بفطرته السليمة وتربيته القويمة عما يغضب الله، وهو يكره الخمر ويكره شاربيها، ويعاقب من يعلم أنه يشربها من موظفيه أشد العقاب. ويجل الإسلام وأوامره، وإيمانه بالله عظيم، واعتقاده فيه راسخ. يعجبه من الناس الصدق والإخلاص ويقربهم إليه أكثر مما يقربهم جاههم ومناصبهم، ومحبته للمصريين تعدل محبتهم له، وهم في نظره سواء لا فرق بين مسلمهم ومسيحيهم. وكثير من موظفي دوائره من الأقباط، وبينهم من بلغوا مراكز سامية وتولوا المناصب العالية عنده، وفيهم سوريون وأجانب. وهو شرقي في أمياله، ويعتبر أن أكبر جزاء له من الأمة المصرية على التفاته السامي نحوها وعنايته التي يظهرها في ظروف مختلفة لصالحها؛ هو ذلك الحب الخالص الذي يتجلى لسموه في غدوه ورواحه، وعند كل فرصة تمكنها من إظهار ما تكنه لشخصه المحبوب. وفي أيام المظاهرات الوطنية الكبرى كان يقف الجمع المحتشد تحت شرفات دائرته هاتفا له داعيا، ولا ينصرف حتى يطل سموه ويحييهم، وكذلك حالهم معه في كل مشهد واحتفال.
بعض مآثر الأمير ومبراته
لا ينتظر القارئ أننا نحصي مبرات الأمير وأعماله العظيمة في هذه العجالة، وإنما سبيلنا في ذلك أن نلمع إلى بعضها إلماعا ونذكر ما حضرنا منها، ليقاس عليه ما غاب عنا، فكرمه الواسع لا تحضرنا عبارة تفي بالإفصاح عنه؛ فالحرب الطرابلسية إنما كانت مادتها ماله، ولو لم يسعفها بمعونته وجاهه ومبرته لما أمكن أهلها الدفاع عن حوزتهم بضعة أشهر، وكذلك حرب البلقان التي شبت نارها على أثر حرب طرابلس، فقد أقر فيها عين الدولة والملة، ورأس لجنة الإعانة في مصر فلبته الأمة والتفت حوله، وألف اللجان في المديريات والبلدان، وكان يستندي الأكف بنفسه ويخطب الخطب الرنانة في المشاهد الحفلة بالأمراء والأعيان فيجري النضار بين يديه سيلا متدفقا وهو يبعث به إلى الدولة تباعا.
ولقد عرفت الدولة العثمانية مواقفه العظيمة لها في مواطن كثيرة خصوصا في هاتين النازلتين وفي جمعية الهلال الأحمر، وأرادت أن تكافئه بالوسامات والرتب بل والولايات فأبى شاكرا وقال إني لم أفعل غير الواجب وليس على الواجب جزاء.
هذه اللمحة قطرة من بحر جوده الفياض. وقد جئنا على ترجمة سموه بتفصيل واف كاف وما قيل في سموه من القصائد الرنانة والخطب الغراء في كتابنا «الكنز الثمين لعظماء المصريين»، لأننا توجنا الجزء الثاني من هذا الكتاب بتاريخ حياته العاطر أدامه الله مدى الدهر عضدا للشعب المصري الكريم.
بقيت لنا كنزا ثمينا وعزة
تباهي بها أجيالنا بعد أجيال (8) ترجمة حضرة صاحب السعادة الوقور أحمد يحيى باشا
رئيس حفلة تشييع الجنازة بالإسكندرية لشهداء العلم والغربة
صاحب السعادة أحمد يحيى باشا من أعيان الإسكندرية.
نامعلوم صفحہ