الرمضاء العمشاء الحولاء وَبَين الْيَد الصناع السليمة وَالْيَد الخرقاء المرتعشة أبعد وَأبين من البون بَين الْيُمْنَى واليسرى بل التَّمَاثُل بَين الْيُمْنَى واليسرى أقرب لضَرُورَة الْحس فعكس هَؤُلَاءِ الْحَقَائِق
وَأما قَول الْحس بن حَيّ فَإِنَّمَا نحا بذلك نَحْو التَّفَاضُل فِي الْمَنْفَعَة فَرَأى أَن مَنْفَعَة الْعين الْيُمْنَى واليسرى سَوَاء لَا تفاضل بَينهمَا وَرَأى أَن الْيَد الْيُمْنَى أَشد تَصرفا فِي الْمَنَافِع من الْيَد الْيُسْرَى فَإِنَّهُ بِالْيَمِينِ يكْتب ويحارب وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْء أصلا لِأَنَّهُ لم يَأْتِ بِالْفرقِ بَينهمَا نَص وَلَا إِجْمَاع وَلَا يجوز الحكم فِي الشَّرِيعَة إِلَّا بهما أَو بِأَحَدِهِمَا واما من طَرِيق النّظر فَهُوَ خطأ لِأَنَّهُ لَا يخْتَلف اثْنَان أَنه تقص الْيَد الخرقاء الضعيفة الَّتِي لَا صناعَة فِيهَا من الْيَد الصناع القوية الكاتبة وَهَذَا أَشد تباينا مِمَّا بَين الْيُمْنَى واليسرى وَإِنَّمَا يسهل تصرف الْيُمْنَى فِي الْأَعْمَال بِالْعَادَةِ فَقَط وَلَو تعود الْإِنْسَان أَن يعْمل بيسراه هَذِه الْأَعْمَال لنفذت فِيهَا نَفاذ الْيُمْنَى وَقد شاهدنا من انفكت يمناه فانجبرت على غث وَتعذر عَلَيْهِ الْعَمَل بهَا لِضعْفِهَا فتدرب بِالْعَمَلِ بيسراه فنابت مناب الْيُمْنَى وَقَضِيَّة أبي عَليّ بن مقلة مَشْهُورَة فِي قطع يَده على كبر ومناسبة خطه بيسراه مَا أتقنه من الْخط فِي أول عمره بيمناه وَكَانَ يلْزم الْحسن بن حَيّ أَن يقص يمنى الْأَيْمن بيسرى الأعسر وَألا فقد تنَاقض لِأَنَّهُ يعْمل بيسراه كَمَا يعْمل الْأَيْمن بيمناه فَبَطل هَذَا التَّفْرِيق لِأَنَّهُ غير مطرد
قَالَ وَاحْتج بَعضهم بِأَن قَالُوا لما أَجمعُوا على أَن لَا يقص من يسرى ليمنى مَا دَامَت الْيَمين مَوْجُودَة وَلَا من ربَاعِية لثنية مَا دَامَت الثَّنية وَجب أَن يكون كَذَلِك عِنْد عدم مَا ذكر
قَالَ وَهَذَا قِيَاس وَالْقِيَاس كُله بَاطِل وَحَتَّى لَو كَانَ الْقيَاس حَقًا لَكَانَ
1 / 90