الله فِي قَوَاعِده وَهُوَ أَن قَوْله لِأَن مجْراهَا فِي النُّور الَّذِي يحصل بِهِ الإبصار وَاحِد كَمَا شهد بِهِ علم التشريح فَأَقُول ذكر أَصْحَاب التشريح أَنه يخرج من دَاخل الدِّمَاغ عصبان مجوفان ينبتان من جَانِبي أَجزَاء قطبي الدِّمَاغ المقدمين ثمَّ لَا يمضيان على استقامة لكنهما يتجوفان فِي جَوف عظم الرَّأْس وَلَيْسَ فِي الْجَسَد عصب مجوف غَيرهمَا عصب من الْيَمين وَعصب من الْيَسَار وينتهيان إِلَى قريب الْعين ويلتقيان بِالْقربِ من المنخرين حَتَّى يصير ثقبهما ثقبا وَاحِدًا ثمَّ يفترقان وَيذْهب كل عصب إِلَى عين على هَذِه الصُّورَة وَهَذَا العصب المجوف مَمْلُوء بخارا لطيفا شفافا صقيلا يُسمى الرّوح الباصر وملتقى العصبين مَوْضُوع الْقُوَّة الباصرة ومبدؤهما هُوَ الْبَطن الْمُقدم من الدِّمَاغ فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ
رَجَعَ القَوْل إِلَى تَمام كَلَام الشَّيْخ شهَاب الدّين الْقَرَافِيّ الْمَالِكِي ﵀ قَالَ احْتَجُّوا بِوُجُوه
الأول قَوْله ﷺ فِي الْعين خَمْسُونَ من الْإِبِل
الثَّانِي قَوْله ﷺ فِي الْعَينَيْنِ الدِّيَة وَهُوَ يَقْتَضِي أَن لَا تجب الدِّيَة إِلَّا إِذا قلع عينين وَهَذَا لم يقْلع عينين
الثَّالِث مَا ضمن نصف الدِّيَة وَمَعَهُ نَظِيره ضمن بِنِصْفِهَا مُفردا كالأذن وَالْيَد
الرَّابِع إِنَّه لَو صَحَّ القَوْل بانتقال الرّوح الباصر لم يجب على الأول نصف
1 / 86