هَكَذَا فِي أَكثر النّسخ أدركن وَفِي بَعْضهَا أدْركهُ وَهَذَا الثَّانِي ظَاهر وَأما الأول فَغَرِيب من حَيْثُ الْعَرَبيَّة لِأَن هَذِه النُّون لَا تدخل على الْفِعْل الْمَاضِي قَالَ القَاضِي لَعَلَّه يدركن يَعْنِي فَغَيره بعض الروَاة قلت قَوْله يرَاهُ يروي بِفَتْح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبِضَمِّهَا
قَوْله غير الدَّجَّال أخوفني عَلَيْكُم قَالَ الشَّيْخ مُحي الدّين
هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع نسخ بِلَادنَا أخوفني بنُون بعد الْفَاء وَكَذَا نَقله القَاضِي عَن رِوَايَة الْأَكْثَرين قَالَ وَرَوَاهُ بَعضهم بِحَذْف النُّون وهما لُغَتَانِ صحيحتان ومعناهما وَاحِد وَقَالَ قَالَ شَيخنَا الإِمَام أَبُو عبد الله بن مَالك ﵀ الْحَاجة دَاعِيَة إِلَى الْكَلَام فِي لفظ هَذَا الحَدِيث وَمَعْنَاهُ فَأَما لَفظه فلكونه تضمن مَا لَا يعْتَاد من إِضَافَة أخوف إِلَى يَاء الْمُتَكَلّم مقرونة بنُون الْوِقَايَة وَهَذَا الِاسْتِعْمَال إِنَّمَا يكون مَعَ الْأَفْعَال المتعدية وَالْجَوَاب أَنه كَانَ الأَصْل إِثْبَاتهَا وَلكنه أصل مَتْرُوك فنبه عَلَيْهِ فِي قَلِيل من كَلَامهم وَأنْشد فِيهِ أبياتا مِنْهَا مَا أنْشدهُ الْفراء
(فَمَا أَدْرِي وظني كل ظن ... أمسلمني إِلَى قومِي شراحي)
يَعْنِي شرَاحِيل فرخمه فِي غير النداء للضَّرُورَة وَأنْشد غَيره وَهُوَ
(وَلَيْسَ الموافيني ليرفد خائبا ... فَإِن لَهُ أَضْعَاف مَا كَانَ آيلا)
ولأفعل التَّفْضِيل أَيْضا شبه بِالْفِعْلِ وخصوصا يفعل التَّعَجُّب فَجَاز أَن تلْحقهُ النُّون الْمَذْكُورَة فِي الحَدِيث كَمَا لحقت فِي الأبيات الْمَذْكُورَة هَذَا هُوَ الْأَظْهر فِي هَذِه النُّون وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ أخوف لي فأبدلت النُّون من اللَّام كَمَا أبدلت فِي لعن وَعَن بِمَعْنى لَعَلَّ وعل
واما معنى الحَدِيث فَفِيهِ أوجه أظهرها أَنه من أفعل التَّفْضِيل وَتَقْدِيره
1 / 81