بينا في الفصل الماضي كيف أن اليهود كانوا مبتلين بالدهر وأهله، وكيف أن هذا البلاء أنحى على شعرائهم العرب، وعلى آثارهم في جملة إنحائه على اليهود عامة.
والآن نبين أن البلاء لم يترك حتى البقية لهم من شعرائهم العرب وأشعارهم، فأراد غرماؤهم أن يذهبوا بهذه البقية إمحاء لنسبتها إليهم أو سلخا لها عنهم.
فهذان بيتان اختلفت الروايات في صاحبهما وهما:
ارفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه
يوما فتدركه العواقب قد نما
يجزيك أو يثني عليك وإن من
أثنى عليك بما فعلت فقد جزى
فقد ورد بالأغاني بالجزء الثالث بالوجه 12 أنه قيل: إن الشعر لسعية بن السموأل، وقيل: إنه ليزيد بن عمرو بن خباب، وقيل: إنه لعامر المجنون. ثم قال الأغاني: والصحيح أنه لغريض - يعني السموأل أو ابنه سعية.
ويزعم الأب لويس شيخو اليسوعي أن الشعر من جملة قصيدة لورقة بن نوفل من شعراء النصرانية.
وليس أدل على أن الشعر ليهودي من الحديث النبوي؛ فعن عائشة قالت: دخل علي رسول الله
نامعلوم صفحہ