Shubuhat al-Qur'aniyyin Hawla al-Sunnah al-Nabawiyyah
شبهات القرآنيين حول السنة النبوية
ناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
اصناف
أنكروا الرجم والمسح على الخفين لأنهما ليسا في القرآن، وقطعوا يد السارق في القليل والكثير لأن الأمر بالقطع في القرآن مطلق، ولم يقبلوا الرواية في نصاب القطع ولا الرواية في اعتبار الحرز فيه " (١) .
فهؤلاء وأولئك - الخوارج والشيعة - رفضوا - سنة رسول الله ﷺ لطعنهم في الصحابة - رضوان الله - تعالى - عليهم أجمعين - ومن المعلوم أن سنة رسول الله ﷺ إنما وصلت إلينا من خلال الصحابة - رضوان الله عليهم - بل إن الدين كله وصل إلينا من خلالهم، فهم الطبقة المعاصرة لرسول الله ﷺ زمانا، المطلعة على أحواله قولًا وفعلًا، الحريصة على أن تحفظ عنه كل حركة وسكنة، وأن تنقل عنه كل لفظة وسكتة، الأمينة في وصف أحواله ﷺ صغيرها وكبيرها، والصحابة - رضوان الله عليهم - هم الذين نقلوا إلينا أحوال النبي ﷺ – كافة لم يخرموا منها شيئًا، حتى صرنا بفضلهم - جزاهم الله عن الأمة خيرا- كأننا نعايشه في أحواله ﷺ كافة، ونعاين هيئاته كافة، فهم - رضوان الله عليهم- هم الذين نقلوا إلينا الدين كاملًا عن رسول الله ﷺ الذي تلقاه عن ربه وحيا في القرآن أو في السنة، فإذا جاء من الطوائف والفرق من يرفض الأخذ عنهم مستندًا إلى ما يزعمه من أنهم ليسوا عدولًا، فعن من يأخذ دينه، وأنى له أن يعرف شرائع الإسلام؟ ومن أين سيأخذ أحكام الدين في الصلاة وهيئاتها، والزكاة ومقاديرها، والصيام وأحكامه، والحج ومناسكه، ثم من أين له أن يعرف ما يحل وما يحرم، وما
_________
(١) راجع في ذلك: أصول الدين: ١٩، الفرق بين الفرق، مقالات الإسلاميين، الملل والنحل.
1 / 25