لقب أبو جعفر محمد بن علي الباقر لتبقره في العلم أي لتوسعه
فيه، وروى عنه أبو خالد قال: رأيت أبا جعفر في يوم مطير وعليه خفان فتعلق بهما الطين فلما انتهى إلى باب المسجد مسحهما بالبلاط الذي كان على باب المسجد، ثم دخل فصلى وهما عليه، فقلنا: أتصلي في خفيك وقد أصابهما الطين والقذر؟ فقال: إن الأرض يطهر بعضها بعضا.
فائدة
البلاط -بالباء معجمة بواحدة من أسفل مفتوحة والطاء معجمة بواحدة من أسفل- الحجارة المفروشة، وكل شيء قريب الدار من حجر وغيره فهو بلاد.
فصل
وإلى هذا القول ذهب القاسم بن إبراهيم عليهما السلام فإنه حكي عنه في الرجل يخرج إلى المسجد فيخوض في الطين وماء المطر بموضع نظيف وآخر قذر إذا انتهى إلى باب المسجد فصار إليه وليس برجليه أثر من قذر ما مر فيه من ريح ولا تغيير، قال: فليس عليه أن يغسل رجليه ولا يتطهر، وقال القاسم عليه السلام أيضا في السرقين تصيب النعل والخف: لا بأس أن يصلي فيهما ما لم يتبين لذلك قذر يظهر عليهما.
وقال القاسم بن إبراهيم أيضا في من يصيب يده قذر فليمسحها بالتراب والماء منه بعيد أنه لا بأس أن يأكل ويشرب إذا ذهب القذر، ولم يبق شيء من أثره.
(خبر) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا)).
قال المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليهم السلام: وهذا يدل على أن التراب النجس إذا اختلط بالتراب الطاهر، وكان الطاهر أكثر منه فإن جميعه يكون طاهرا؛ لأن التراب أحد المطهرين قياسا على الماء واحتج على ذلك أيضا ب (خبر) وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((الأرض يطهر بعضها بعضا)) قال: فجرى مجرى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((الماء طهؤر المؤمن لا ينجسه إلا ما غير لونه أو ريحه أو طعمه)) فاتفقا في الاسم والحكم فاستمر القياس وصحت العلة وتماثل الحكم.
صفحہ 84