أما القول الرأيى فينبغى أن تستقى أصوله من المذكور فى «الخطابة»، وأن يعد القول الرأيى مطابقا للانفعال المرتاد بالتخييل الذى يقوم به ذلك الشعر ، وأنت تجد أنواع ذلك وما يطابق انفعالا انفعالا فيما قيل فى «الخطابة»، وكذلك ما يطابق التهويلات والتعظيمات. وما كان أنواعا من القول الرأيى صادقا وكان بين الصدق وموافيا للغرض أخذ بحاله. وما كان غير بين بين بطريق شعرى لا خطابى، يكون بحيث يقال يلوح صدقه، بل أمور خارجة وأقوال تحاكى أمرا، ذلك الأمر يوجب المنى إيجابا خارجيا ويشكل القول أيضا بفعل يخيل ذلك وإن لم يكن شىء غيره، وإنما يحتاج اليه بازاء الأخذ بالوجوه مثل شكل الأمر وشكل التضرع وشكل الإخبار وشكل التهدد وشكل الاستفهام وشكل الإعلام، وكأن الشاعر لا يحتاج إلى شىء خارج عن القول وشكله — وذكر قصته.
فصل فى قسمة الألفاظ وموافقتها لأنواع الشعر، وفصل الكلام فى طراغوذيا وتشبيه أشعار أخرى به
وأما اللفظ والمقالة فان أجزاءه سبعة: المقطع المدود والمقصور كما علمت، ويؤلف من الحروف الصامتة، وهى التى لاتقبل المد ألبتة مثل الطاء والتاء، والتى لها نصف صوت وهى التى تقبل المد مثل الشين والراء، والمصوتات الممدودة التى نسميها مدات، والمقصورة وهى الحركات وحروف العلة.
والرباط الذى يسمى واصلة، وهو لفظة لا تدل بانفرادها على معنى، وإنما يفهم فيها ارتباط قول بقول، تارة يكون بأن تذكر الواصلة أولا بقول قيل فينتظر بعده قول آخر، مثل «أما» المفتوحة؛ وتارة على أنه يأتى ثانيا ولا يبتدأ به مثل الفاء والواو وما هو الألف فى لغة اليونانيين.
والفاصلة هى أداة أى لفظة لا تدل بانفرادها، لكنها تدل على أن القولين متميزان، وأحدهما مقدم والآخر تال؛ وتدل على الحدود والمفارقات مثل قولنا «إما» (مكسورة الألف).
والاسم
والكلمة
وتصريفهما
والقول
صفحہ 191