الكلام في الفصل بين المتناظرين الوأما ما اختص بمواجدها الذوقية من أحكام وتصورات فلم يلموا به ، ولا أودعو كتبهم ، وإنما هو من وظيفة الشيخ ، وضاية ما يآتون به في هذا الباب حكايات بهمة ، وإشارات عجملة ، إلى حال ، أو وارد ، أو وجد ، لكن غير جلية ، محتاجة إلى سير الشيخ ، ولا تظنن أن ألفاظهم التي اصطلحوا عليها تفيد غيرهم تصورا لحقائق المانيها ، وإنما تواضعوا عليها للكلام فيا بينهم ، لالخطاب من لم يذق أذواقهم ، وقد اقلتا لك كلام الأستاذ أبي القاسم ، فيما قبل(1) .
لفقول النافين : " إنه لولم تكن مصنفات القوم مفيدة للمقصود كان تصنيفها اتا " ، فنقول : ماالمعنى بالمقصود هنا إن كان مجاهدة التقوى ، أو مجاهدة الاستقامة فصنفسات القوم مفيدة لجميع أحكامهما وأدليهما ، وإن كان المعنى بالمقصود(2) مجاهد الكشف والاطلاع فلا ضير في خلو هذه المصنفات عن كمال إفادتها ، وقد تضتت شيئا امنها ، وهي كيفية السلوك ، وترك الباقي - وهو الكلام في العلل ، والبواردات والواجد ، والأحوال ، وجميع ما يعرض في السلوك ، مما هو صعب() الطريقة ، وجاد اذلك السلوك - لإفادة الشيخ وتعليه ، إذ لاتمكن العيارة عنها ، ولا يفي بها(2) تفسير القوقلي ، ولا قانون صناعي بها ، لخروج مداركها عن العلوم الكسبية كما مر قول المناظر : إن الفائدة في هذه المصنفات التنييه والتحريض على التأهب المعاملات والأحوال السنية ، فأهون بها فائدة لوصح انحصار فائدة التصانيف المذكورة الفيها ! كيف ؟ وهي كلها مملوءة من آحكام مجاهدات الاستقامية ، والورع ، الكفيلي االتجاة ومراتب الصديقين ، وأي شيء أعظم من مجاهدة الأنبياء ، والتخلق بخلق (1) تقدم قول القشيري ص92.
(2) فيد : "المقصود" .
(3) في ط: "صلب*.
(4) كلمة " بهأ * ليست فيد
نامعلوم صفحہ