وإما ما قيل فى مناقضتهم إن السطح، لو كان له ثقل، لكان يجب له أن يكون للخط. ثم للنقطة ثقل. ثم اشتغل بأن النقطة لا ثقل لها، بأنها لا تنقسم وبغير ذلك مما لا يوضح عدمها للثقل - فليس ذلك بيانا برهانيا بل نوعا، بل نوعا من التمثيل والأحرى والأولى. فلا حاجة بنا إلى سلوك ذلك المسلك.
وأما مذهب القائلين بالأجرام الغير المتجزئة وأشكالها فنقض مذهبهم من وجوه:
من ذلك انهم إذا جعلوا هذه الأجرام متشابهة الطبع وفى غاية الصلابة، حتى لا تنقسم، فلا يخلو، بعد وضعهم ذلك، أن أشكال هذه الأجرام ومقاديرها أمور لا تقتضيها طبيعتها؛ بل تعرض لها من خارج. فإن كانت تقتضيها طبيعتها، وطبيعتهما واحدة، فيجب أن تكون أشكالها ومقاديرها واحدة غير مختلفة. وإن كان ذلك قد عرض لها من خارج فطباعها مستعدة لأن تقبل التقطيع والتشكيل من خارج، فطباعها بحيث تقبل القسمة والاتصال، فيجب أن يكون كل جزء منها بحيث يجوز عليه الفصل فى نفسه والوصل بغيره.
صفحہ 114